ناقش مشاركون في قمة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش 2022» في الدوحة تطوير لقاح «فايزر- بيونتيك» المضاد لفيروس «كوفيد-19»، واستراتيجيات تحقيق المساواة في توزيع اللقاحات، وتحديات نقل التكنولوجيا، والتقدم المحرز في تطوير اللقاحات ضد الفيروسات الأخرى.
وشارك في الجلسة النقاشية كلّ من البروفيسور أوزليم توريسي، والبروفيسور أوغور شاهين، وهما المؤسسان المشاركان في «BioNTech» الألمانية.
وبدأت أعمال الجلسة النقاشية بحديث الدكتور شاهين عن بعض ردود أفعالهما المبكرة عندما انتشرت أخبار الفيروس إلى العالم.
وقال: «أدركنا مبكراً أن تفشي المرض في مدينة ووهان سيصبح تهديداً، ووباءً عالميين».
وبحسب الدكتور شاهين، هناك عاملان رئيسيان وراء نجاحهما في تطوير لقاح «رنا المرسال» المضاد لفيروس «كوفيد-19»، وقال: «أحدهما هو اكتسابنا تقنية جديدة، وهي الرنا المرسال، التي تتيح لنا التطوير السريع للقاح. والعامل الثاني يتمثل في أننا أدركنا قدرة تقنيتنا على تحفيز استجابات مناعية قوية للغاية، وهذا ما نحتاجه في حالة تفشي الوباء، وهي تقنية يمكن أن تسمح لك بالتوصل إلى لقاح أثناء تفشي الوباء».
وأشار المتحدثان إلى توحيد جميع الشركاء جهودهم في تطوير اللقاح، وتجاوزوا قدراتهم الطبيعية لتوفيره في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك التحضير للمرحلتين الثانية والثالثة من تجارب اللقاح أثناء انتظار نتائج الأولى،
وأفادا بأن «السبب الذي جعلنا نعمل بسرعة هو أن جميع الشركاء كانوا يشعرون بذات الأهمية في تعجيل الأمور. على سبيل المثال، كان رد فعل المنظمين فوريًا، وعالجوا البيانات التي كنا نرسلها إليهم حتى قبل جمعها كاملة، وقد اجتمعت هذه العوامل معًا لتسمح لنا بأن نكون الأوائل، مع عدم إهمال أي خطوة من خطوات تطوير اللقاح».
ومع ذلك أشارت الدكتورة توريتشي إلى أنه لا يمكن تطوير جميع اللقاحات بهذه الطريقة المستعجلة، حيث قدمت جائحة «كوفيد-19» وضعًا استثنائيًا، قام فيه الجميع بتجاوز حدود طاقاتهم، وهذا الأمر من المرجح ألا يتكرر في الحالات الطبيعية.
وتطرّق شاهين أيضًا إلى خصائص الأمان للقاح «رنا المرسال»، وناقش كيفية عمل التكنولوجيا الخاصة بهم، قائلًا: «تتمثل أحد الخصائص الرائعة للقاح الرنا المرسال في أنه يتحلل ويختفي تمامًا بعد أن يؤدي وظيفته، وهذا الأمر جعلنا نثق في التكنولوجيا التي يمكننا استخدماهما لتوجيه جهاز المناعة لدينا».
كما لفت إلى تجربتهم في مواجهة تردد الكثيرين تجاه استخدام لقاحهم في البداية، كما هو الحال مع أي ظهورٍ لتكنولوجيا جديدة، ناسبًا الفضل إلى المجتمع العلمي ووسائل الإعلام الرقمية التي ساعدت في تثقيف الناس حول سلامة لقاحهم وزيادة قبوله في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن الطلب على اللقاح تجاوز الإنتاج المتوقع في خطط التصنيع الأولية، وأنه كان عليهم التأقلم بسرعة، هم وشركة فايزر، لزيادة الإنتاج، وقال: «ندرك أن اللقاح، لا سيما في الأشهر الستة الأولى من انتشار فيروس كوفيد-19، لم يكن متاحًا بطريقة تمكّن الجميع من الحصول عليه، لأن الطلب على جرعات اللقاح في العالم الغربي والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا كان أعلى بكثير مما يمكننا تقديمه».
وتأكيدًا على مسألة المساواة في توزيع اللقاحات، كشف مؤسسا «بيونتيك» أنه عندما لاحظا عدم المساواة في توزيع اللقاح، وعدم توفّره بالشكل الكافي في العالم النامي، وخاصة البلدان الإفريقية، شعرا أنهما ملزمان بمعالجة هذا الوضع بنفس العزيمة التي كانت لديهما في تطوير اللقاح.
وللقيام بذلك، قررا تمكين الناس في جميع أنحاء العالم من تطوير لقاحات خاصة بهم من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيا، وفكرتهما «بيونتاينرز» (BioNtainers)، وهي حاويات يمكن شحنها إلى أي مكان في العالم، ويمكن أن تساعد في تطوير اللقاحات ليس فقط مضادة لفيروس «كوفيد-19»، ولكن مضادة لفيروسات أخرى كذلك.
وحددا، بمساعدة منظمة الصحة العالمية، ثلاثة مواقع محتملة في إفريقيا، وسنتطلق «بيونتاينرز» في العمل هناك قريبًا.
و«ويش» مبادرة صحية عالمية تابعة لمؤسسة قطر، وترعى مجموعة «QNB» قمة «ويش 2022» هذا العام كشريك استراتيجي.