في تجربة جديدة من نوعها بالنسبة إليه، يشارك الممثل المسرحي الكوميدي اللبناني أندريه جدع في مسلسل «الزيتونة» من كتابة طوني شمعون وإنتاج إيلي معلوف، على أن يتم المباشرة قريباً بتصوير العمل.

في حوار مع «الراي»، تحدث جدع عن التجربة الجديدة وخوضه لها، وعن السبب الذي جعله يتأخر عن المشاركة في أعمال تراجيدية، لافتاً إلى أن دوره في «الزيتونة» سيكون بمثابة فاكهة المسلسل.

  • تشارك للمرة الأولى في عمل درامي بعنوان «الزيتونة»، فهل سيكون دورك أساسياً في المسلسل أم أنك ستكتفي بمساحة دور صغيرة خصوصاً أنها تجربتك الأولى في هذا النوع من الأعمال؟

- بل إن دوري أساسي في المسلسل ومساحته كبيرة جداً ومَشاهدي مهضومة وجميلة، وهي ستكون فاكهة المسلسل.

  • يقال إنه يفترض بالممثل أن يلعب كل الأدوار وأن يقدم مختلف الشخصيات، لماذا كنتَ ترفض الأدوار التراجيدية البعيدة عن الكوميديا التي كانت تُعرض عليك سابقاً؟

- صحيح أنه يُفترض بالممثل أن يلعب كل الأدوار، ولكنني كنتُ أريد المحافظة على صورتي كممثل كوميدي مسرحي، خصوصاً أنني كنتُ أقدّم مسرحاً دائماً يمتدّ على مدار السنة، ولذلك لم أكن أرغب في كسر هذه الصورة عند المُشاهِد.

ولكن بعد مرور موجة «كورونا» والابتعاد عن المسرح والتلفزيون، وَصَلَني هذا الدور الذي يَجْمع بين الكوميديا وبين التراجيديا، ورغبتُ في أن تكون إطلالتي من خلال قصة درامية ولكن بدور كوميدي.

  • وهل هذا يعني أنك ترفض أي دور بعيد عن الكوميديا؟

- كلا، بل أفضّل أن يعتاد الناس عليّ شيئاً فشيئاً في التراجيديا. ثمة حادثة حصلت مع زميلي بيار شمسيان عندما كان في عزّ عطائه الكوميدي، حين طُلب منه أن يلعب دوراً درامياً في إحدى المسرحيات، فوافق عليه.

ولكن بمجرد أن أطلّ على المسرح بدأ الناس بالضحك والتصفيق له، لذلك لا يمكن للممثل أن ينتقل دفعة واحدة من نوع إلى آخر أمام الجمهور.

  • يبدو أن تجربة بيار شمسيان شكّلت لك عقدة في حين أننا نجد في الدراما السورية والمصرية ممثلين يَجْمعون في وقت واحد بين التراجيديا وبين الكوميديا وهم ينجحون في كلا المجالين؟

- قليلة جداً التجارب التي نجحت بالتوفيق بين المجالين، حتى ان عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. ومن ناحية أخرى، يجب أن نأخذ في الاعتبار نوعية النص والبيئة التي يتواجد فيها الممثل.

مَن يجيد لعب الكوميديا حتماً هو يجيد لعب كل الأدوار الأخرى، ولكن الممثل يحب المحافظة على الصورة التي رسمها لنفسه عند الناس.

لا أعرف إذا حقاً أم لا، ولكنني لم أكن أرغب في أن أنتقل مباشرةً من الكوميديا إلى التراجيديا، وأفضّل أن تكون نقلتي بهذه الطريقة كي أحافظ على الوجه الكوميدي الذي أتميّز به.

  • وهذا يعني أنك تمهّد الطريق رويداً رويداً لدخول مجال التراجيديا؟

- هذا صحيح، وذلك كي يتقبلني الناس لأنهم غير معتادين على مشاهدتي في أدوار درامية جدية.

وهذا الدور يمكن أن ألعب فيه الكوميديا السوداء وهي تجربة جديدة في عملٍ تراجيدي من خلال تقديم شخصية تُضْفي شيئاً من البسمة عليه.

  • ألا ترى أنك تأخرتَ على خطوة مماثلة وهل غياب الحركة المسرحية في لبنان هو الذي أجبرك عليها؟

- كلا، لا أعتبر نفسي مجبراً. وفي الأساس تلقيتُ الكثير من العروض قبل مسلسل «الزيتونة» الذي قبلتُ به تحديداً لأنه قريب من «الكاراكترات» التي كنت ألعبها، وذلك تجنباً للقيام بخطوة كبيرة تتمثل بالانتقال من الكوميديا إلى التراجيديا مباشرة. والشخصية التي وافقتُ عليها تجمع بين الطرافة والكوميديا السوداء، ووجدتُ أنني حققتُ نفسي فيها.

  • المسلسل من كتابة طوني شمعون. كيف وجدتَ كتابته في هذا النوع من الأعمال؟

- طوني شمعون يتميّز بأسلوبٍ وطريقة خاصة به في الكتابة، وأعمالُه حققت نجاحات كبيرة وأَحَبَّها الناس.

  • ومن ناحية الكتابة الكوميدية؟

- عندما قرأتُ دوري شعرتُ بأنني أستطيع أن أقدّمه. قبل أن أُبْدي موافقتي على العمل وأوقّع مع المُنْتِج إيلي معلوف، طلبتُ منهم أن يُطْلعوني على النص. وفي حال شعرتُ بأن هناك حاجة لإضافة بعض التفاصيل سأفعل ذلك بالاتفاق مع الكاتب والمُنْتِج.

  • يبدو أن لديك نية للإضافة على النص؟

- دائماً عندما يكون هناك نص يحبه الممثل ويسترسل فيه، فإنه يمكن أن يقوم ببعض الإضافات، ولكن يجب أن يكون هناك اتفاق حولها.

  • وهل وضعتَ ملاحظاتك على الدور بعد قراءته؟

- نعم، قرأتُ النص ووضعتُ بعض الملاحظات، وقبل البدء بالتصوير ستكون هناك جلسة تجمعني بالكاتب والمُنْتِج لمناقشة الإضافات والاتفاق حولها.