طالبتْ الرياض، السلطات اللبنانية، بتوقيف وتسليم مواطن سعودي مطلوب للعدالة بجرائم إرهاب وتمويله، وكان هدّد الأسبوع الماضي باستهداف السفارة السعودية في بيروت.
وحضر هذا الملف خلال زيارة السفير السعودي وليد بخاري لوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بسام مولوي، حيث نبّه إلى «خطورة وتداعيات السياسات العدائية والتحريضية التي تنطلق من لبنان تجاه المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والتي تتنافى كلياً مع القِيَم والمبادئ الأخلاقية والقوانين والأعراف الدولية».
ودعا الحكومة اللبنانية «لترجمة الالتزامات السياسية إلى واقع سياسي ملموس والقيام بكل واجباتها نحو منْع ووقْف الأنشطة السياسية والتحريضية تجاه المملكة ودول الخليج والتي تُهدد منظومة الأمن القومي العربي».
أضاف بخاري: «وفي هذا الصدد نهيب بالأجهزة الأمنية اللبنانية المختصة استكمال الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة حيال ما نشره المدعو علي هاشم من تهديدات إرهابية وضبْطه وتسليمه للسلطات الأمنية في السعودية كونه مطلوباً أمنياً لديها، وقد تقدّمنا بمذكرة ديبلوماسية رسمية إلى مقام وزارة الخارجية استكمالاً للإجراءات في هذا الشأن».
وإذ توجّه بـ «جزيل الشكر للوزير مولوي لِما يبذله من جهود انعكست ايجاباً على آلية تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين لبنان والسعودية خصوصاً في المجال الأمني»، أكد أن الديبلوماسية السعودية تبذل جهوداً «تهدف الى تأمين شبكة أمان دولية مستدامة في مواجهة التحديات والمخاطر التي تُهدد أمن لبنان واستقراره ووحدته».
وأوضح السفير من ناحية ثانية، «أن جهود المملكة في مكافحة آفة المخدرات تكشف حقيقةً حجم التحدي الذي تواجهه السعودية حفاظاً على أمن المجتمعات وحماية الانسان»، كاشفاً عن إحصائية رسمية تشير إلى «ان إجمالي ما تم ضبْطه من المواد المخدرة والمؤثّرات العقلية من قِبل مهرّبي المخدرات التي وللأسف الشديد كان مصدرها الجمهورية اللبنانية أو تمرّ عبرها تجاوز 700 مليون حبة مخدّر ومئات الكيلوغرامات من الحشيش المخدّر منذ 2015».
وفي حين ثمّن «الجهود المبذولة من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المختصة مثل شعبة المعلومات وقوى الأمن الداخلي بتوجيه ومتابعة وزير الداخلية، لأننا فعلاً لمسْنا أن هناك عمليات نوعية انعكست بإجراءاتٍ دقيقة ومميزة في مجال مكافحة المخدرات»، دعا أيضاً السلطات اللبنانية «إلى المزيد لتعزيز آليات التعاون والتنسيق المشترك في كل مجالات مكافحة الإتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثّرات العقلية والجرائم المنظّمة المرتبطة بها».
من جهته، أكد مولوي «فضل السعودية ومجموعة مجلس التعاون الخليجي على لبنان الذي لم ينحصر بفئة أو طائفة او بطرف معين إنما كان متوجهاً لكل الأمور الوطنية، واذا كانت مملكة الخير، فنحن في لبنان أهل الوفاء».
وقال: «تكلمنا في كل الأمور التي تهمّ لبنان والتي فيها مصلحة له والتي تؤدي إلى قيام الدولة الفعلية في لبنان، إنما على لبنان أن يترجم كل السياسات التي التزمها تجاه المجموعة العربية وعلى رأسها السعودية أفعالاً وليس فقط سياسات».
وشدّد على «أننا ملتزمون منْع أيّ تعرّض أو أذى من أيّ نوع كان يلحق بإخوتنا العرب وبالمملكة ودول الخليج وبكل المجتمعات التي هي مجتمعاتنا ونحرص على أمن وأمان الدول العربية في إطار رؤية موحدة لأمن عربي مشترك».