عندما يتعلّق الأمر بطبقة الدهون التي قد تتراكم في محيط خصرك (البطن والأرداف)، ينبغي أن تنتبه إلى أنها تنطوي على «جرس إنذار» يتمثل في أن كل زيادة مقدارها 2 سنتيمتر تعني زيادة بنسبة تبلغ 10 في المئة على صعيد مخاطر إصابتك بواحد أو أكثر من أمراض واعتلالات القلب.
تلك هي النتيجة التي خلصت إليها دراسة جديدة أجراها باحثون أكاديميون تابعون لجامعة أوكسفورد البريطانية، وهي الدراسة التي تم استعراض نتائجها أخيراً خلال فعاليات مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب الذي انعقد في مدينة برشلونة الإسبانية.
الباحثون أوضحوا في سياق ورقتهم البحثية أنهم قاموا بتحليل بيانات السجلات الصحية لنحو 430 ألف مواطن بريطاني ممَنْ تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً، وهي السجلات التي رصدت تغيرات قياسات محيط الخصر على مدار 13 عاماً.
ولوحظ من خلال نتائج التحليل وجود علاقة ارتباطية تلازمية تشير بوضوح إلى أن زيادة طبقة دهون الخصر تؤدي إلى زيادة مطردة في مخاطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة والسكتات الدماغية.
كما لوحظ أن تلك المخاطر تتضاعف بمعدل 2 إلى 3 مرات كلما ارتفع رقم مؤشر كتلة الجسم، وهو الرقم الذي يتم احتسابه من خلال معادلة تأخذ طول ووزن الشخص بعين الاعتبار. واتضح أن كل زيادة بمعدل درجة واحدة في ذلك الرقم ترفع المخاطر بنسبة 9 في المئة.
وفي ضوء تلك النتائج، قال الدكتور أيوديبوبو أوغونتادي الذي تولى الإشراف على تلك الدراسة: «بات من الواضح أن كمية الدهون التي يحملها الشخص حول خصره أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بتحديد مدى لياقته البدنية واحتمالات إصابته بالأمراض القلبية. ويكمن السبب في كون الدهون المحيطة بأعضاء الجسم الداخلية نشطة جداً وتحوي عوامل التهابية كثيرة تؤدي إلى مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية».
قياس محيط الخصر
نصح الدكتور أوغونتادي بالمواظبة على قياس محيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم بمعدل مرة كل سنة والعمل على إبقائهما في الحدود الآمنة من أجل درء تلك المخاطر.
وعن كيفية معرفة الحدود الآمنة لطول محيط الخصر، قال الدكتور تام فراي عضو المنتدى الوطني البريطاني للسمنة: «استخدم شريط قياس وإذ كان نصف طول قامتك مساوياً لطول محيط خصرك أول أقل منه، فأنت في نطاق الأمان».