مع احتمال دخول النفط الإيراني الأسواق النفطية حال إبرام الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية، ستبدأ منظمة (أوبك+) بالبحث عن المعادلة المطلوبة بالتعامل مع الكميات الجديدة من النفط. والتي ستتراوح ما بين 500 إلى مليون ونصف المليون برميل، حيث إن هذه الكميات المخزنة والمحتجزة في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى الكميات التي تنتجها حالياً وهي معلنة في «أوبك» وتبلغ 2.5 مليون برميل في اليوم، وان جزءاً كبيراً منها يذهب إلى الصين والهند وتركيا، وعن طريق العراق إلى أسواق غير معلنة، بالإضافة إلى عمليات التخزين في المستودعات وعلى ظهر ناقلات النفط.
من المؤكد أن ترحب منظمة (أوبك+) بعودة إيران وبدعم كامل حيث ستحدد المنظمة مستقبلاً معدلاً لإنتاج النفط الإيراني بحكم أنها غير ملتزمة حالياً بحصة معينة للإنتاج، مثل ليبيا وفنزويلا.
والمعادلة المطلوبة هي المحافظة على 100 دولار للبرميل، وفي استقرار النطاق السعري المطلوب من دون أي إزعاج لهذا المعدل.
وهذه الكميات قد تحل محل النفط الروسي المقاطع في أوروبا وأميركا، ما يشكّل إزعاجاً للحليف والصديق الروسي، ومن هنا تبدأ حساسية وكيفية التعامل مع المجهول المقبل.
وقد ترى روسيا أن عليها تخفيض إنتاجها أكثر ليؤدي إلى نوع من الخلل، ومن ثم رفع سعر البرميل أكثر، وهذا الأمر قد لا يلائم الجميع ويؤدي إلى ضعف في الاستهلاك والطلب على النفط.
وعلى النقيض، ترى الولايات المتحدة الأميركية معدلاً ما دون 100 دولار حتى يساعدها ذلك في الانتخابات المقبلة، ومن خفض معدل التضخم المالي، في حين ترى أوروبا أن عليها أن تجد مصدراً للطاقة من الغاز والنفط، بغض النظر في الوقت الحالي عن النطاق السعري حتى تتشبع وتملأ خزاناتها، ومن ثم تبدأ بالتحرك.
في حين أنّ منظمة (أوبك+) ما زالت على الحياد طالما أن النفط متماسك وقوي، ولا داعي للتدخل حتى إشعار آخر.
وحتى تحقق الولايات المتحدة الأميركية ما تريده، عليها مطالبة شركاتها في الاستثمار في النفط، وأن تتوقف عن مطالبتها المنظمة النفطية بزيادة إنتاجها.
(أوبك +) والدول النفطية أقوى من أي وقت مضى، ومتماسكة ومترابطة مع تنسيق دوري شهري في بداية كل شهر. ونتائجها أكثر إيجابية، و100 دولار للبرميل نطاق سعري مناسب معتدل ويحقّق لها معدّلاً لتكملة مشوار الاستثمار النفطي... والبقية على الدول المستهلكة.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com