اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، واشنطن، بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، بينما هزّت انفجارات منشأة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة موسكو.

وانتقد بوتين بشكل عام الولايات المتحدة لسعيها إلى «زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة والعالم» عبر زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان.

وقال في تصريحات متلفزة «يظهر الوضع في أوكرانيا بأن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد هذا النزاع. ويتصرّفون بالطريقة ذاتها إذ يثيرون احتمال اندلاع نزاعات في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية».

واعتبر الزيارة «تعبيراً صارخاً عن عدم احترام سيادة الدول الأخرى والتزامات (واشنطن) الدولية».

يأتي هذا الاتهام فيما اندلع حريق في مخزن موقّت للمعدّات العسكرية بالقرب من بلدة مايسكوي في منطقة دجانكوي (شبه جزيرة القرم) تسبّب بانفجار ذخائر.

وأُصيب مدنيان بجروح، وفق ما قال حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف، الذي زار موقع الحريق. وجرت عملية إجلاء للسكان في قرية مجاورة.

وأكدت وزارة الدفاع، في بيان، أن الانفجار كان «نتيجة عمل تخريبي»، من دون أن تحمل أي جهة المسؤولية.

وتابعت أن «أضراراً لحقت بعدد من المنشآت المدنية، بما في ذلك خطوط كهرباء ومحطّة توليد كهربائي وسكة حديد، فضلا عن عدد من المباني السكنية».

ورداً على هذا الانفجار، رحب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريتش إيرماك على تطبيق «تلغرام» بـ «عملية نزع سلاح أنجزتها القوات المسلحة الأوكرانية» التي، ستتواصل، وفق قوله، «حتى التحرير الكامل للأراضي الأوكرانية».

ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع على انفجار ذخائر تُستخدم في الطيران العسكري في مستودع يقع في أرض تابعة للمطار العسكري في ساكي في غرب شبه جزيرة القرم، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

وفي حين وصفت روسيا ما حصل بأنّه حادث، يقول خبراء إنّ صورًا ملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة وكذلك تسجيلات فيديو أرضيّة توحي بأنّه هجوم أوكراني.

وفي بيان ثانٍ، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن انتهاك طائرة استطلاع بريطانية من طراز «آر سي-135» المجال الجوي الروسي.

وأوضحت أن وسائل الدفاع الجوي رصدت فوق بحر بارنتس هدفاً مجهولاً يتجه نحو الأراضي الروسية، فتم توجيه مقاتلة لاعتراضه وابعاده..

في المقابل، أعلنت بريطانيا، إن الأسطول الروسي في البحر الأسود يجد صعوبات حالياً في فرض سيطرة بحرية فعالة، إذ ان الدوريات تقتصر بشكل عام على المياه القريبة من ساحل شبه جزيرة القرم.

وأوردت وزارة الدفاع في نشرة استخباراتها اليومية على «تويتر»، أن «أسطول البحر الأسود لا يزال يستخدم صواريخ كروز طويلة المدى لدعم الهجمات البرية لكنه يحتفظ بموقف دفاعي».

وأضافت أن فعالية أسطول البحر الأسود المحدودة تقوض من استراتيجية الغزو الشاملة بسبب تحييد التهديد البرمائي لأوديسا إلى حد بعيد الآن.

كما تشكل محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا، مصدر توترات شديدة. واستُهدفت المنشأة، وهي الأكبر في أوروبا، بضربات عدة، تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالوقوف خلفها.

وإذ ساد الخوف من حدوث كارثة نووية ما دفع مجلس الأمن إلى عقد اجتماع الخميس الماضي، إلا أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حاول، امس، بث الطمأنينة في ما يتعلق بالنوايا الروسية في المجال النووي.

وأكد أن «الهدف الأساسي للأسلحة النووية الروسية هو ردع أي هجوم نووي».

من جانبه، بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً أمس، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع في محطة زابوريجيا.

وفي وقت أدى الصراع إلى عرقلة صادرات الحبوب الأوكرانية لشهور، ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من البلدان النامية، انطلقت أول سفينة للأمم المتحدة محملة بالحبوب إلى أفريقيا أمس.

وأعلنت الوزارة الأوكرانية للبنى التحتية، أن السفينة غادرت ميناء بيفديني في جنوب أوكرانيا محمّلة بـ«23 ألف طنّ من القمح» إلى إثيوبيا.