يبدو أن قرار «أوبك بلس» بزيادة الإنتاج بشكل محدود، بما لا يؤثر على أساسيات السوق كان صحيحاً، وهو ما بدأ يظهر أثره فعلياً، حيث تشهد الأسواق العالمية للنفط تراجعاً ملحوظاً في الأسعار قد يعيد للأذهان أسعار ما قبل الأزمة الروسية - الأوكرانية.
وتشير مصادر نفطية إلى أن السبب الرئيسي في تذبذب الأسعار على مدى الأيام الماضية، يعود إلى تخوفات وتوقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يدفع «أوبك بلس» إلى إعادة التفكير بخفض إنتاجها من جديد في حال وجود خلل بتوازن السوق، خصوصاً أنها أصبحت بعد سنتين من التعامل مع تقلبات السوق وتحدياته وتقدير احتياجاته، أكثر قدرة ودراية على التعامل مع آلياته، من حيث ضخ المزيد من النفط أو كبح جماح هبوط الأسعار لإعادة التوازن إلى السوق.
وأكدت مصادر مطلعة أن هبوط أسعار النفط بشكل مبالغ فيه، سيجعل «أوبك بلس» تعيد حساباتها من جديد لخفض إنتاجها إن تطلب الأمر للتعامل مع الأمر.
وحول مدى قدرة «أوبك بلس» على اتخاذ إجراءات بخفض الإنتاج في هذا التوقيت مقابل المطالبات الأميركية الأخيرة للدول النفطية بتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة برفع الإنتاج، قالت المصادر إن التحالف النفطي يملك قراره، ويتابع تطورات السوق وتراجع كل معطياته بشكل دوري، وسيتعامل مع كل موقف في حينه، خصوصاً أن هناك تقارير يومية عن حالة السوق وتطوراتها.
وأوضحت أنه مع قرب الشتاء فمن المنتظر استقرار أسعار النفط العالمية، وأنه في حال تباطؤ الاقتصاد وتراجع أسعار النفط بسبب اختلال أساسيات السوق، ستكون هناك مراجعة من «أوبك بلس» لاتخاذ قرار مناسب حيال ذلك وفقاً للمعطيات.