نواب الخدمات، ويسميهم البعض (المناديب) وهم من يعطي ناخبيهم خدمات لا يستحقونها أو يحققونها لهم قبل استحقاقها وتعدياً على دور غيرهم، والهدف الأول والأخير هو الكرسي الأخضر الأثير، الذي حال دون تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، ومثلهم بعض الوزراء والقياديين في الدولة، همهم هو البقاء في المناصب التي يتولونها وخوفاً من أن تسحب الكراسي من تحتهم.
وما نعانيه من سوء إدارة في مفاصل البلد إن هو إلّا بسبب تعيين مَن لا يصلح على هرم قيادي في الدولة، ووضع الرجُل غير المناسب وبلا كفاءة في المكان ذي الأهمية القيادية، والتي بعضها قد يؤثر على مسار الإدارات في الدولة، والدور الأسوأ في سلسلة الواسطة المقيتة هو الوزير الذي يخرج من مكتبه مرحباً عند سماعه بأن هناك نائباً في وزارته، فيقوم بعرض خدماته عليه لكي يتجنّب شره وما يمكن أن يناله من أذى من هذا النائب.
فالنائب هو المنقذ من الاستجوابات، وهو من يستطيع الحديث عن أخطاء الوزارة والوزير السيد جاسم العون، تقلّد العديد من الوزارات خلال فترة طويلة ولم نسمع عنه أنه جامل نائباً أو شخصية كبيرة إن كان الطلب مستحقاً نفذه بسرعة وإن كان غير ذلك طلب بحفظه في الأرشيف.
فيا هل ترى هل سنرى قرارات الوزراء الجدد مثل قرارات هذه الشخصية الوطنية؟ أم أنها ستحافظ على مجاملاتها حتى وإن كانت على حساب مصلحة البلد؟
حكومة العهد الجديد تنوي تفعيل مكاتب خدمة المواطن في جميع مناطق الكويت، تسهيلاً للمواطنين ولتسريع الإنجاز، وعند وصولها للمسؤول المباشر في الحكومة، ما عليه إلّا توقيع الطلب وهو مرتاح الضمير، بعيداً عن الواسطة والتزلف من بعض المناديب.