هونيارا - أ ف ب - حذرت الولايات المتحدة، دول المحيط الهادئ من إغراءات الأنظمة الاستبدادية، بينما توسّع الصين نفوذها في المنطقة التي ترتدي أهمية كبرى لواشنطن وحلفائها.
وتزور مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان، جزر سليمان للاحتفال بالذكرى الثمانين لـ «معركة غوادالكانال»، أول هجوم بري كبير شنته الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد اليابان في 1942 وشكل نقطة تحول في حرب المحيط الهادئ.
وقتل في هذه الحملة التي استمرت سبعة أشهر (1942 - 1943) عشرات الآلاف من الجنود، معظمهم يابانيون. وكان والد شيرمان أحد أعضاء مشاة البحرية الذين أُصيبوا بجروح خطيرة خلالها.
ومن دون أن تسمي أي دولة، حذرت شيرمان من القادة الذين يحاولون إحياء أفكار «فاسدة» في شأن استخدام القوة، ويعتقدون أن «الإكراه والضغط والعنف أدوات يمكن استخدامها بلا عقاب».
وتابعت خلال زيارة لنصب تذكاري في جزر سليمان، أن «البعض في العالم» نسوا كلفة الحرب أو يتجاهلون دروس الماضي.
وبعدما شبهت الوضع الحالي، بكفاح الحلفاء ضد النازية وإمبراطورية اليابان في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، حضت الديبلوماسية الأميركية، دول المحيط الهادئ على مقاومة الاستبداد.
وقالت «نتذكر إلى أي درجة كانت تلك الأفكار فاسدة وفارغة وكيف تبقى كذلك حتى اليوم». وأضافت «اليوم نشارك مرة أخرى في معركة من نوع مختلف، معركة ستستمر في الوقت الحالي».
وتأتي زيارة شيرمان إلى جزر سليمان بينما تسعى الولايات المتحدة إلى استعادة موقعها في منطقة تنشط فيها الصين ديبلوماسياً بشكل متزايد.
ووقعت حكومة جزر سليمان أخيراً اتفاقاً أمنياً غامضاً مع بكين، وهي تحاول كبح حرية الصحافة وتفكر في تأجيل الانتخابات.
وقالت شيرمان أمام مضيفيها إن «القرار يعود لنا، إذا كنا نريد الاستمرار في بناء مجتمعات يتمتع فيها الناس بحرية التعبير عن آرائهم (...) وإذا كنا نريد حكومات شفافة ومسؤولة أمام شعوبها».
وإلى جانب هذه التحذيرات، ذكرت شيرمان أن واشنطن تريد تعزيز التعاون «الأساسي جداً» مع جزر المحيط الهادئ، لا سيما عبر فتح سفارات في تونغا وكيريباتي وجزر سليمان.
وفي إطار هذه الحملة لجذب جزر المحيط الهادئ، سيستضيف الرئيس جو بايدن قادة هذه البلدان في البيت الأبيض في قمة في سبتمبر.
- «فرصة تاريخية»
وأعلنت شيرمان خلال زيارة إلى تونغا البولينيزية السبت، أنّ قادة جزر المحيط الهادئ سيُدعون إلى واشنطن لعقد اجتماع وعشاء في أواخر الشهر المقبل. وتحدّثت عن «فرصة تاريخية» للحوار.
ورحب وزير الشرطة والأمن في جزر سليمان أنتوني فيكي، بما أسماه «إعادة التزام» الولايات المتحدة في بلده وفي المنطقة.
لكنه دعاها إلى إطلاق «جهود مكثفة» لإزالة مخلفات غير منفجرة من الحرب العالمية الثانية مازالت تسبب أذى وتقتل سكانا في جزر سليمان حتى اليوم.
وكانت واشنطن أعلنت هذا العام، نيتها إعادة فتح سفارة لها في جزر سليمان بعد نحو 30 عاماً على إغلاق بعثتها الديبلوماسية في الدولة الواقعة في المحيط الهادئ.
وكانت جزر سليمان قطعت علاقاتها مع تايوان في سبتمبر 2019 من أجل الحفاظ على علاقاتها الديبلوماسية مع الصين، وهو تحوّل فتح مجالاً أمام زيادة الاستثمارات لكنه أشعل تنافساً بين الجزر.
وتموّل الصين إنشاء مجمّع رياضي تفيد معلومات بأن قيمته 53 مليون دولار.
وفي نوفمبر، تحولت احتجاجات على حكم رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاريه إلى أعمال شغب في هونيارا حيث أُحرق جزء كبير من الحي الصيني في المدينة قبل أن تقود أستراليا مهمة حفظ سلام دولية للمساعدة في استعادة الهدوء.
وتتهم المعارضة رئيس الوزراء بتقويض الديموقراطية. وقد كرر من جهته عزم حكومته على تأجيل الانتخابات العامة من أبريل المقبل إلى ما بعد دورة ألعاب المحيط الهادئ التي تستضيفها جزر سليمان في نوفمبر 2023.
كما واجه رئيس جزر سليمان انتقادات لاذعة لمهاجمته هيئة الإذاعة العامة التي اتهمها الأسبوع الماضي، بنشر «أكاذيب ومعلومات مضلّلة»، معتبراً أنها أهملت واجبها في «ممارسة صحافة عادلة ومسؤولة وأخلاقية».