بعد أن تسبّبت بأضرار بشرية ومادية بالغة في دول الجوار، تصل إلى الكويت اليوم الحالة الجوية النادر المتمثلة بامتداد منخفض حراري ترافقه كتلة هوائية حارة ورطبة، تتكاثر معها السحب مصحوبة بأمطار متفرقة قد تكون رعدية أحياناً، ورياح مثيرة للغبار، وسط تأهب الجهات المعنية للتعامل مع هذه الحالة غير المسبوقة، فهل تتجاوز الكويت هذه الحالة وتكون مثل «سحابة صيف» أم سيكون لها تأثيرها على البلاد؟
مركز التواصل الحكومي أكد أن جميع الأجهزة الحكومية المختصة تعمل على متابعة كافة التدابير الاحترازية للتعامل مع الحالة المناخية الطارئة، تأهباً لتقلبات حالة الطقس، داعية الجميع إلى استقاء المعلومات الصحيحة من المصادر الرسمية.
وفي توقعات خبراء الطقس، أكد خبير الأرصاد الجوية محمد كرم «عدم وجود أي تخوف من جريان سيول الأمطار في البلاد بسبب حالة الطقس المتوقعة، وهطول الأمطار، لاسيما أن المدون في المؤشرات والأرقام أن الأمطار ستكون من خفيفة إلى متوسطة في بعض المناطق، ولن تكون غزيرة، والمناطق الجنوبية لها الحصيلة الأكثر منها».
وقال كرم لـ«الراي» إن «الرياح الجنوبية الشرقية تستمر إلى يوم الأحد، وستكون خفيفة إلى معتدلة، وتنشط على فترات، وقد تثير معها بعض الأتربة في الأماكن المكشوفة، وسرعتها تصل إلى 40 كيلومتراً في الساعة، وسيكون الطقس غائماً إلى غائم جزئياً، وستكون هناك أمطار متفرقة، وقد تكون رعدية نتيجة النظام الجوي الذي أثر على سلطنة عمان والإمارات والهواء الحار المشبع ببخار الماء الذي أدى إلى سقوط الأمطار والسيول».
وأضاف: «صحيح أن درجات الحرارة وصلت إلى 47 درجة مئوية، وقد يكون لها تأثير على كمية الأمطار، ولكن نتيجة الغيوم الموجودة ستنخفض درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية، وهذه الحالة من الحالات النادرة التي تتأثر بها دول شمال الجزيرة العربية في هذا الوقت من العام، فعادة تكون في المناطق الجنوبية في الجزيرة بسبب الرياح الجنوبية الشرقية التي تمر على بحر العرب ويصاحبها بخار ماء ما يؤدي إلى سقوط الأمطار خلال هذه الفترة، ولكن تعد حالة نادرة بالنسبة لشمال الجزيرة، الكويت وقطر والبحرين».
بدوره، أشار خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان إلى أن «الأمطار ستبدأ في شمال الكويت السبت، وبين يومي الأحد والإثنين، ومن ثم ستنتقل إلى المناطق الساحلية، وجنوب الكويت»، مشدداً على أن «الحذر واجب، ولاسيما كما نتوقع أنه خلال الصيف تكون الأمطار رعدية، وبالتالي ستكون الرطوبة عالية... والرطوبة النسبية العالية ستمتد لمدة أسبوع، وهي ستؤثر سلباً».
وقال مراقب التنبؤات الجوية بإدارة الأرصاد الجوية عبدالعزيز القراوي لـ«الراي» إنه لا توجد مؤشرات إلى هطول أمطار غزيرة على البلاد، والأمطار المتوقعة ستكون خفيفة ومتوسطة على بعض المناطق.
وبيّن أن خرائط الطقس والتنبؤات العددية تشير إلى تأثر أجواء الكويت بكتلة هوائية حارة ورطبة نسبياً التي تزيد الإحساس بالرطوبة، خاصة على المناطق الساحلية والقريبة منها، وتتكاثر معها السحب المنخفضة والمتوسطة تتخللها بعض السحب الركامية بداية من بعد ظهر يوم الجمعة مصحوبة بفرص أمطار متفرقة، وتكون رعدية أحياناً على بعض المناطق، كما أن هناك نشاطاً في الرياح المثيرة للغبار على بعض المناطق.
وأضاف: من المتوقع أن تزداد فرص الأمطار تدريجياً يوم السبت، وتمتد على فترات متفاوتة مصحوبة بفرص لتكون الضباب الخفيف خلال الساعات الأخيرة من الليل والصباح الباكر على بعض المناطق الساحلية، مشيراً إلى أن «إدارة الأرصاد الجوية تسترعي انتباه المواطنين والمقيمين إلى ضرورة متابعة النشرة الجوية خصوصاً أثناء التقلبات الجوية للتعرف على آخر تطورات الطقس والإطلاع على التحذيرات الجوية في حال إصدارها».
وقالت مصادر مطلعة في وزارة الاشغال، إن الموسى وجه القياديين في الوزارة، بإرسال فرق الصيانة للكشف الدوري على المناطق التي يتكرر فيها تجمعات مياه الأمطار والغرق وإيجاد الحلول اللازمة لها، والتعاون مع جميع الوزارات الخدمية ووزارة النفط لحل هذه المشكلات.
ولفتت إلى أن فرق الصيانة بدأت فعلياً بالكشف على المناطق التي يتكرر فيها هذه المشكلات. ونصحت المصادر المواطنين والمقيمين بعدم رمي المخلفات في المناهيل حتى لا تؤدي إلى انسدادها، لا سيما أن إغلاق فتحات تصريف مياه الأمطار يؤدي إلى منع عبور المياه إلى المناهيل، كما أن المخلفات التي تنتج عن قص الأشجار ومخلفات البناء، وكذلك المخلفات الأخرى يجب وضعها في الحاويات المخصصة لها، حتى يتمكن عمال النظافة من إزالتها من الشوارع، محذرة من أن إلقائها في الشوارع يتسبب في انسداد فتحات تصريف المياه وحدوث تجمعات مياه الأمطار.
وأشار مدير العلاقات العامة والإعلام في قوة الاطفاء العام العقيد محمد الغريب لـ«الراي» إلى أن «رجال الاطفاء مستعدون على مدار الساعة، كما أن الآليات والمعدات ومضخات تصريف المياه لموسم الأمطار جاهزة، وفق الخطط المعدة لهذا الغرض مسبقاً».
وأضاف أن «قطاع المكافحة لديه الخطة الاستراتيجية للتعامل مع المواقع المتوقع وجود تجمعات لمياه الأمطار فيها، والتنسيق مع جهات الدولة بهذا الخصوص، لتسخير إمكانات ومعدات الادارة للتعامل معها».