بعد مرور نحو أسبوع فقط على قيام شركة «آبل» بإصدار تحديث «iOS 15.6» الجديد لأجهزة آيفون، لوحظ تزايد الشكاوى بين من قاموا بتنزيل ذلك التحديث من أنه يستنزف شحن بطارية الهاتف بمعدل سريع جداً.

وكانت «آبل» قد حثت مستخدمي أجهزة «آيفون» على المسارعة إلى تنزيل ذلك التحديث الجديد، منوهة بأنه ينطوي على إصلاحات للعديد من الثغرات ونقاط الضعف، بما في ذلك إصلاح المشكلة المزعجة التي تتمثل في استمرار تطبيق الإعدادات في عرض رسالة تفيد بأن مساحة تخزين الجهاز باتت ممتلئة رغم كونها لم تمتلئ بعد.

وأوضحت الشركة في بيانها آنذاك أن التحديث الجديد: «يشتمل على تصحيحات لـ 39 نقطة ضعف يمكن أن تعمل كنوافذ خلفية مفتوحة للقراصنة كي يتسللوا إلى هاتفك الذكي. كما أن التصحيحات مخصصة لمعالجة عيوب أمان الذاكرة، وبعضها يعرض المستخدمين لهجمات تنفيذ التعليمات البرمجية عن بُعد.

وإلى جانب تصحيح الثغرات الأمنية، يعمل تحديث iOS 15.6 الجديد على إصلاح نقاط ضعف في نظام التشغيل، مثل الرسائل الخاطئة التي تظهر للمستخدمين أن مساحة التخزين لديهم باتت ممتلئة أو كيف تعود علامة التبويب في تطبيق Safari إلى صفحة سابقة من تلقاء نفسها.

وبعد أن قام كثيرون من مستخدمي آيفون حول العالم بتنزيل التحديث بشغف، بدأت أعداد متزايدة في التعبير عن الشكوى من أنه يؤثر سلباً على مدة استمرارية البطارية ويجعل شحنها ينفد في غضون ساعات قليلة.

وإزاء ذلك الوضع، انطلق العديد من مستخدمي آيفون المحبطين إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليعبروا عن قلقهم وانزعاجهم من تلك المشكلة الطارئة وليتناقشوا في شأنها.

وأجرى باحثون متخصصون في مؤسسة iAppleBytes اختبارات لاستكشاف مدى تلك المشكلة، ووجدوا أن التحديث يؤدي بالفعل إلى سرعة استنزاف شحن البطارية في الغالبية العظمى من طرازات أجهزة آيفون.

وتوضيحاً للسبب الرئيسي الذي يقف وراء تلك المشكلة، قال الباحث أدريان كينغسلي هيوز: «الواقع أن تثبيت التحديث الجديد على أي جهاز آيفون يؤدي إلى التشغيل التلقائي للكثير من التطبيقات في الخلفية، بما في ذلك الفهرسة وإعادة ضبط البطارية، ويمكن أن يستمر هذا الوضع لساعات أو حتى أيام.

وهذا لا يستهلك الطاقة فحسب، ولكن إعادة معايرة البطارية يمكن أن تعطي انطباعاً بأن شحن البطارية ينفد بسرعة أكبر في حين أن الأمر لا يكون كذلك في الحقيقة. ويضاف إلى ذلك عوامل أخرى من بينها أن تكرار تنزيل التحديثات يؤدي إلى فتح المجال أمام الكثير من الخصائص والميزات الجديدة التي تؤدي بدورها إلى استنزاف المزيد من شحن بطاريات الهواتف، خصوصاً ذات الطرازات الأقدم نسبياً».

ولاستكشاف الأمر، قال هيوز: «إذا ذهبت إلى الإعدادات (البطارية - صحة البطارية) ووجدت رسالة مفادها أن صحة البطارية جيدة إلى أقصى قدرة على الأداء، فهذا يعني إما أن الأمر عادي ولا توجد ثمة مشكلة تحتاج منك إلى المعالجة»، متوقعاً أن تنحسر تلك المشكلة جزئياً من تلقاء نفسها في غضون أسابيع بمجرد أن ينتهي الجهاز من إعادة ضبط إعداداته.