عندما تولّى عمر بن عبدالعزيز الخلافة حدّد مسار منهجه في الحكم منذ البداية، فصَعِد المنبر وأبلغ الناس أنّه من أراد صحبته، فليكن أحد هؤلاء: إما أن يرفع له حاجةَ مَن لا يستطيع رَفْعها، وإما يعينه على الخير بِجَهده، و إما يدلّه على خير لم يهتد إليه، وألّا يغتاب عنده أحد من الرَّعيَّة...

فلما سمعوا منه ذلك انصرف عنه الشعراء والخُطَباء، وثبت عنده الفقهاء والزُّهَّاد.

كل من يتولى مناصب عُليا عادة ما تكون له بطانتان، أشار إليهما الرسول عليه الصلاة والسلام، بقوله: ( ما اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إلَّا له بطانَتانِ: بطانَةٌ تَأْمُرُهُ بالخَيْرِ وتَحُضُّهُ عليه، وبِطانَةٌ تَأْمُرُهُ بالشَّرِّ وتَحُضُّهُ عليه، والمَعْصُومُ مَن عَصَمَ اللَّهُ).

استبشر الناس خيراً بتنصيب الشيخ أحمد النواف، رئيساً للوزراء، لما علموا من سيرته السابقة والمعروفة بالنزاهة والصدق والأمانة والعدل والإنصاف.

وهو ما جعلهم متفائلين بأن القادم أفضل بإذن الله.

و بلا شك أنّ مما يعين معالي رئيس الوزراء على حمل الأمانة التي ألقيت على عاتقه، هو اختياره البطانة الصالحة الصادقة الأمينة التي تدله على الخير وتعينه عليه.

وأعتقد بأن الخطاب الواضح والصريح الذي سيوجهه الرئيس نحو من يتعاملون معه، سيحدد نوعية من سيقترب منه ويقبل بالعمل معه، أو من لن يستهويه المنهج الجديد فيبادر بالابتعاد عنه.

إن اختيار التشكيل الوزاري أمانة، ونسأل الله أن يعين الشيخ أحمد النواف عليها.

ومن أعظم وأهم الصفات التي ينبغي أن يتحلّى بها من يتم ترشيحه للمنصب الوزاري هو ما جاء في الآية الكريمة (إنّ خَيْر مَن اسْتَأجَرْتَ القَوِيّ الأمين).

القوة بمختلف صورها: قوة العلم والتخصص، قوة الإدارة والقيادة، والأمانة التي تعني النزاهة والشفافية والتجرد وعدم استغلال المنصب للمكاسب الشخصية.

وإذا ما تم الاختيار فإن المسؤولية لا تتوقف وإنما تحتاج للمتابعة والمحاسبة.

ولذا قال عمر بن الخطاب، لمن حوله: (أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل، أكنت قضيت ما عليَّ ؟ فقالوا: نعم.

قال: لا، حتى أنظر في عمله، أعمل بما أمرته أم لا)؟

نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والإعانة لمعالي رئيس الوزراء الشيخ أحمد النواف، وأن يكتب الله تعالى الخير والإصلاح على يديه.

Twitter: @abdulaziz2002