تحقق حلم طفولة ليندساي ماكميلان، البالغة من العمر 28 عام، بأن تكون كاتبة، رسمياً عندما نُشرت روايتها الأولى «قلب الصفقة» في يونيو بواسطة دار نشر Penguin Random House.

وبعد أقل من شهر، قررت دار النشر إصدار الطبعة الثالثة من الرواية، بعد مبيعات قوية، كما قالت ماكميلان، إن هناك رواية ثانية في الطريق.

وعلى الرغم من أن ماكميلان تسعى الآن لتحقيق أحلامها الكتابية بدوام كامل، إلا أنها كانت منذ أقل من 6 أشهر نائبة رئيس قسم التسويق في شركة الاستثمار غولدمان ساكس.

وقالت: «لا أنتمي لعائلة بخلفية فنية، أو إبداعية»، وحينما حان موعد اختيار مسار وظيفي بعد الكلية، كنت أعتقد أن الشيء العملي الذي يجب القيام به، ربما يكون شيئاً أكثر انسجاماً مع الأعمال".

ولسنوات، رضخت ماكميلان إلى هذا الخيار العملي قبل أن تقرر أن الوقت قد حان للانتقال إلى التأليف بدوام كامل.

وربما تركت راتبا مكونا من 6 أرقام، لكنها تأمل في العودة.

«لم أشعر أنني سأحقق نجاحاً فورياً»

كتبت ماكميلان أول مخطوطة كاملة لها في سن 18. كانت 450 صفحة. تقول: «كان ذلك في الواقع عندما كان والداي ينفصلان». «وكانت قصة خيالية عن امرأة شابة كانت في طريقها إلى الكلية وانفصل والداها.»

أثناء التحاقها بكلية دارتموث، حيث درست الاقتصاد والكتابة الإبداعية، بدأت ماكميلان في البحث عن الجانب التجاري من التأليف والتعرف عليه، مثل كيفية الترويج للوكلاء الذين يمكنهم مساعدتها في الحصول على صفقة كتاب.

وكتبت مخطوطتين أخريين خلال سنوات دراستها في المدرسة، ولكن بحلول الوقت الذي أنهت فيه شهادتها، لم يكن قد تم بيع أي شيء.

وقالت: «لم أشعر أنني سأحقق نجاحاً فورياً إذا أصبحت مؤلفة على الفور». «لم أشعر حقاً أنه احتمال. وأردت ليس فقط تنظيم أموري المالية، ولكن أيضاً الحصول على قاعدة أكبر لمهنة جديدة».

لذا فقد حصلت على وظيفة في غولدمان في مدينة نيويورك، بينما كانت تعمل على تحقيق حلمها.

الوظيفة لم تكن شغفي

في البداية، عملت ماكميلان في الجانب الاستثماري للشركة. لكنها قالت: «لم يكن لدي أي سيطرة على جدول أعمالي في وظيفتي الأولى في غولدمان»، «وهذا حقاً لم يكن مفيداً بالنسبة لي فيما يتعلق بالصحة العقلية أو الكتابة الحكيمة.»

وبعد عامين، انتقلت إلى وظيفة في الجانب التسويقي في غولدمان. وعلى الرغم من أن الدوام من 9 إلى 7، فضلاً عن العمل في عطلات نهاية الأسبوع ولكن نظراً لعدم ضرورة الحضور إلى المكتب، فلم تمنعها الوظيفة من تحقيق شغفها – الكتابة -، رغم أن دوامها اليومي لم يكن شغفها بالأساس".

وأشارت ماكميلان، إلى أنها كانت تستيقظ مبكراً، أحياناً قبل الخامسة صباحاً، وتكتب لمدة 3 ساعات في المقاهي حول مكتبها قبل الذهاب إلى العمل.

وكانت رواية «قلب الصفقة» خامس مسودة تكتبها في حياتها. والتي بدأت في كتابتها في عام 2019، ووجدت وكيلها في أكتوبر 2020 وحصلت على صفقة كتاب لها في يونيو 2021. وبحلول نهاية العام، كانت قد حصلت على صفقة ثانية. هذا عندما بدأت تسأل نفسها عما إذا كان الوقت قد حان لمغادرة غولدمان.

الميزان فضل الكتابة

وعلى الرغم من حصولها على ترقية لمنصب نائب الرئيس في قسمها في الوقت الذي وقعت فيه تلك الصفقة الثانية. كان هذا حدثاً مهماً بالنسبة لها، إذ قررت عمل توازن بين وظيفتها الناجحة ذات الراتب السخي، وشغفها في الكتابة والذي لا ترى فيه مستقبلا مضمونا مالياً، ما جعلها تحاول الوصول إلى توازن لأطول فترة بين العملين.

وفي فبراير 2022، بمجرد حصولها على منصب نائب الرئيس ومع اقتراب موعد نشر كتابها، قررت أن الوقت قد حان للمغادرة.

وقالت: «شعرت وكأن ميزان حياتي انقلب». «رغم أنني شعرت في كل مرحلة سابقة أنني كنت أستفيد أكثر من التواجد في غولدمان، من الناحية المالية، والوظيفية، والترقية، إلا أنني في تلك المرحلة، بدأت أغوص فعلياً في الترويج لكتابي وبناء حياتي المهنية كمؤلفة».

استقالت ماكميلان في فبراير وغادرت الشركة في مارس 2022.

«لا تستسلم لنفسك»

في هذه الأيام، بدأت ماكميلان في حياة أقرب إلى التقشف بشكل كبير، إذ عادت للعيش مع والدتها في ميشيغان، حيث تنتمي، وكانت تنام على أرائك صديقاتها أثناء تجولها في البلاد للترويج لكتابها.

استفادت ماكميلان من وظيفتها السابقة في غولدمان ساكس، من حيث الاستقرار المالي لحياتها ككاتبة، إذ منحها دخلها السابقة فرصة للادخار في الوقت الحالي الذي ترغب في تحقيق قفزة في الكتابة بدوام كامل. وقالت: «استثمرت نصف دخلي وعشت للتو على النصف الآخر».

وتحافظ على النفقات عند أقل من 2000 دولار شهرياً في هذه الأثناء، وقالت: «أعتقد أن الناس لا يدركون حقاً مدى ضآلة دخل مؤلفي الخيال». «أكسب نحو دولار واحد عن كل نسخة تباع من روايتي».

ونصحت أي شخص يرغب في متابعة شغفه وأحلامه، بألا يستسلم لنفسه.

وقالت: «ستكون هناك لحظات كثيرة تشعر فيها بالوحدة الشديدة وتشعر بأن أحلامك بعيدة جداً»، ليس عليك سوى الاستمرار في حلمك. وأكدت «لا تتوقع أن يحدث النجاح بين عشية وضحاها، النجاح يأخذ عقوداً من التشكل ولا تعلم متى يأتي».

وفقا لـ «العربية»