انتهى الحج بسلام وطمأنينة.
كل عام يترصد ثلة من الناس لهذه الشعيرة المقدسة، يوجهون سهامهم للمملكة العربية السعودية، يهاجمون كل قراراتها وينشرون الإشاعات ضدها، تجدهم متوحدون جميعهم على اختلاف مشاربهم من أجل التشكيك بقدرات المملكة على إدارة موسم الحج.
هذا العام، قام أولئك بإنشاء «هاشتاق» أسموه «الحج ليس آمناً»، أنشأوه وروجوا له وتجمعت لدعمه قوى مختلفة هدفها الحقيقي مكانة المملكة ورمزيتها.
انتهى الحج وقد كان حجاً آمناً بفضل الله ثم جهد القائمين على رعاية وخدمة الحجاج.
وبعدما انتهى هذا الموسم بكل أمن ونجاح، أتمنى على من روج لهذا «الهاشتاق»، بعد أن تبين له خطأه، أن يشكر المملكة والقائمين على خدمة الحجاج على الجهد البشري الكبير الذي قاموا به، لكن هل هم فاعلون؟
لقد تساءل الكثيرون عن سر تلك الأحقاد على دولة الحرمين، وفسرها البعض بالمواقف السياسية أو العسكرية التي اتخذتها حكومة السعودية تجاه الربيع العربي أو في قيادتها التحالف العربي ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وهم يقولون إن المتضررين من تلك المواقف لهم هدف واحد هو الانتقام ورد الصاع للدولة السعودية، وبالطبع هذا التحليل وما يشبهه هو مجرد مظلة لإخفاء ما في القلوب، فالمملكة ليست الدولة الوحيدة التي اتخذت مواقف سياسية تجاه الثورات العربية وضد من يحاول المس بأمنها... دول كثيرة اتخذت نفس الموقف ولكن لم تتوحد ضدها تلك الجماعات لتكون جبهة موحدة، تترصد أنفاس وحركات المملكة وتحيك حولها الأكاذيب بل وأحياناً تختلق وتؤلف وقائع ليست حقيقية.
ويبدو أن كل تلك المحاولات المشهورة لم تؤتِ ثمارها فأصبح همهم تكثيف الهجوم على ما خصه الله المملكة بوجود الحرمين، مكة والمدينة، فوق أراضيها، فبدأوا حملاتهم التي تتكرر كل عام.
أيها المتربصون إن الحج آمن وبيت الله آمن وبشهادة رب البيت عز وجل ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾، وكشف اختيارهم لهذا «الهاشتاق» عدم فهمهم لكتاب الله عز وجل.
فمن هؤلاء الذين يتمنون حجاً ليس آمناً قد يموت به مسلمون أو تنزل بهم مصيبة، كل ذلك من أجل تحقيق غاية لهم؟
لو كانت غايتهم سياسية، كما يدعون، لمارسوا السياسة على من يخالفهم وهم كثيرون، الحقيقة أن غايتهم ليست سياسية إنما هي غاية أخرى، لهذا تم اختيار هذا الهاشتاق وانكشف لنا به أنهم يريدون محاربة دولنا العربية بل ومحاربة الإسلام الصحيح الذي تتمسك به السعودية ودول الخليج.
الحمدلله انتهى موسم الحج بأمان وعاد الحجاج الى بلادهم، وهم يعلمون من هي الدولة اليوم التي تحارب الشرك بكل ألوانه، فلو تجرأ أحدهم، في هذه الدولة، وقام بفعل مخالف لوجد من يردعه وينهاه، وقد رأينا هذا جميعاً في حج هذا العام.
إن البدع اليوم لا تكاد تخلو منها دولة إسلامية، فالحمدلله على التوحيد الذي ارتضاه الله لنا، والحمد لله على اكتمال شعائر الله كما أمر به رب الحج (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).