ناقش العديد من الأكاديميين في الفترة الماضية، مظاهر المشكلات التعليمية التي يمرُّ بها المعلمون. إلّا أن الحلول لم تأخذ الحيز الكافي من تلك النقاشات. وفي سلسلة مقالاتي، سأذكر العديد من الحلول لما نعانيه في الأزمة التعليمية مقسّمة على أربعة أقسام رئيسية، وهي: المعلم، المنهج، الإدارة التربوية والأسرة والمتعلم.
المنهج هو أحد العناصر المهمة في عملية التعليم، وهو الرسالة التي نرغب في إيصالها... ومن الأخطاء الدارجة في صناعة المناهج التعليمية، غرس أكبر قدر ممكن من المعلومات في المناهج من دون مراعاة القدرة الطلابية على استيعابها وفهمها، فأصبحت مناهجنا عبارة عن «حشو كلام» بعيد كل البعد عن المعلومات المفيدة والمختصرة.
وفي هذه الحال، نضع كل الثقل في العملية التعليمية، على مهارة الحفظ، ونقلل من إمكانات وحدود مهارة الفهم، والتي هي أهم من وجهة نظري.
تم بناء مناهجنا على افتراض أن المتعلم الناجح هو من يستطيع حفظ المعلومة وتذكرها في نهاية الفصل الدراسي وقت الاختبار، متناسين أن هناك معلومات تقاس بالفهم وليس بالحفظ والاختبار النظري.
وبناء على ذلك، أتقدم بمجموعة من الحلول المقترحة لتطوير المناهج التعليمية والتي توصّلتُ إليها بعد مناقشة مجموعة كبيرة من المتخصصين في صناعة المناهج وأولياء الأمور:
1 - تقليل كمية الكلام النظري الزائد عن الحاجة والاكتفاء بذكر المعلومات بشكل سلس وسهل للمتلقي بشكل يسهل حفظه وفهمه.
2 - تنويع طريقة تلقي المنهج. ومثال على ذلك في مادة العلوم، الاستعاضة عن الساعة الدراسية التي يشرح فيها المعلم أنواع السمك والحيوانات المائية، تنظم رحلات تعليمية للمركز العلمي لشرح المنهج هناك.
3 - تكويت مناهجنا بشكل أكبر وإبراز دور رجال ونساء الكويت وبطولاتهم. يجب أن يتعلّم التلاميذ أمجاد السابقين حتى نزرع فيهم الطموح والقدوة الحسنة لتطوير الوطن.
4 - تفعيل دور الوسائل التعليمية المساندة لدعم المناهج وتركيز المعلومات مثل المسرح المدرسي، قناة «يوتيوب»، حساب في وسائل التواصل الاجتماعي، النشاط المدرسي... إلخ من الوسائل المساندة لتقديم المناهج والمعلومات للأطفال.
5 - عملية إنشاء/تنقيح/تحديث المناهج، يجب أن تكون من خلال لجان تشمل متخصصين في صناعة المناهج وفي المادة التعليمية وممثلين من أولياء الأمور.
لا بد من الاستماع لآراء أولياء الأمور، فهم مَن يتعامل مع تلك المناهج يومياً ويواجهون الصعوبات في شرحها لأبنائهم بسبب تعقيدها وكثرة الكلام غير المهم فيها. لا بد من فتح خط مباشر لاستقبال آراء أولياء الأمور وسماع مقترحاتهم لتطوير المناهج.
6 - ولعل من أبسط وأسهل الأمور التي تستطيع الوزارة القيام فيها، هو تبني المناهج الدراسية للدول المتطورة مع الحرص على تكويتها وفق العادات والتقاليد المجتمعية.
هذه كانت أبرز الحلول المقترحة للوقت الحالي على الأقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولا شك أن هناك حلولاً تعليمية أعمق بكثير تخص المناهج الدراسية. وباعتقادي يجب أن يتم تنظيم مؤتمر وطني لتطوير التعليم حتى نسمع حلولاً تعليمية أكثر، ونستفيد من تجارب دول أخرى في نهضة التعليم لديها.
في الختام... نهضة التعليم تعني استدامة الدولة وضمان مستقبلها.