ناقش العديد من الأكاديمين في الفترة الماضية، مظاهر المشكلات التعليمية التي يمر بها المعلمون، وأسبابها ومظاهرها... إلا أن الحلول لم تأخذ الحيز الكافي من النقاشات. وفي سلسلة مقالاتي المقبلة، سأذكر العديد من الحلول لما نعانيه في الأزمة التعليمية، في 4 أقسام رئيسية، الا وهي: «المعلم؛ المنهج؛ الإدارة التربوية والأسرة والمتعلم».
المعلم هو العنصر الأساسي لعملية التعليم ويعتمد نجاح العملية - إلى حد ما - عليه. وشاهدنا على مر العصور، نماذج رائعة من المعلمين الماهرين في إيصال المعلومة رغم ضعف الامكانات المادية والمناهج الضعيفة.
نعم، بإمكان المعلم المتميز توظيف مهاراته وثقافته العامة لتغطية تلك النواقص والتمكن من إيصال المعلومة للمتعلمين بحرفية عالية.في الكويت، هناك مركزان أساسيان لصناعة المعلمين، وهما كلية التربية الأساسية وكلية التربية في جامعة الكويت.
والمؤسستان تخرجان، معلمين حاصلين على شهادة البكالوريوس في تخصصات التربية المختلفة. إلا أنه لوحظ تدني مستوى المعلمين في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وهو أحد أسباب تدني التعليم بصفة عامة.
وكحلول مقترحة لتقويم هذا الاعوجاج أتقدم بما يلي:
1 - اختبار المعلم: يجب على وزارة التربية استحداث اختبار للمعلمين الجدد (حديثي التخرج) والتأكد من صحة المؤهل العلمي الحاصلين عليه، بالإضافة إلى قدراتهم على أداء مهام المعلم الإدارية من ضبط القاعة والتعامل مع الطلبة... الخ.
2 - رخصة المعلم: أصبح من الضرورة العمل وتفعيل رخصة المعلم التي يجب على كل المعلمين الحصول عليها وتجديدها كل 5 سنوات، لضمان كفاءة المعلمين.
3 - إحالة كل من يفشل في الاختبار، إلى العمل الإداري في وزارة التربية واقصاؤه من العملية التعليمية.
4 - منع الدروس الخصوصية بكل أشكالها ومعاقبة مرتكبيها. في حال كان المعلم وافداً يجب انهاء عقده وإبعاده فوراً لإخلاله بمبدأ الأمانة التعليمية.
5 - تفعيل تقييم المعلم الثلاثي: يجب أن يتم تقييم المعلم بشكل سنوي من قبل ثلاث جهات: التلاميذ؛ زملاؤه المعلمون؛ الإدارة والارشاد). ويجب أن تكون نتائج هذا التقييم هي معيار الحصول على الامتياز.
6 - زيادة مكافأة المعلمين المتميزين عن طريق تقديم كوبونات شراء لأدوات مدرسية أو إلكترونية تعليمية من متاجر الكويت، حتى نساهم في تطوير وتحسين أدائهم التعليمي أكثر فأكثر.
7 - تنظيم مجموعة من الدورات التدريبية التي تطور من مهارات الإلقاء والتدريس؛ استخدام التكنولوجيا؛ البحث العلمي وغيرها من المهارات.
8 - تنويع التعاقد مع جنسيات أخرى من الوافدين، إن دعت الحاجة، وعدم الاكتفاء بجنسية واحدة تهيمن على القطاع التعليمي وتحدد مستواه.
9 - تفعيل دور الوظائف التعليمية المساندة في المدرسة (أمين المكتبة ومسؤول تكنولوجيا التعليم) عن طريق المساهمة بشكل مباشر في العملية التعليمية بالتعاون مع معلمي الفصول الدراسية.
كانت أبرز الحلول المقترحة للوقت الحالي على الأقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لا شك أن هناك حلولاً تعليمية أعمق بكثير تخص المعلمين. وباعتقادي يجب أن يتم تنظيم مؤتمر وطني لتطوير التعليم حتى نجد حلولاً تعليمية أكثر ونستفيد من تجارب دول أخرى في نهضة التعليم لديها.
في الختام نهضة التعليم تعني استدامة الدولة وضمان مستقبلها.