نجح علماء وباحثون في معهد «جوسيب كاريراس» لأبحاث سرطان الدم التابع لجامعة برشلونة الإسبانية في ابتكار وتطوير تقنية جديدة «خارقة وغير مسبوقة» لمعالجة مرض سرطان الدم (اللوكيميا)، وهي التقنية التي تعتمد آليتها على طريقة «mRNA» التي استُخدمت في تركيبات بعض اللقاحات المبتكرة المضادة لفيروس كورونا المستجد، بما فيها لقاحا «فايزر» و«موديرنا».
ووفقاً لورقة بحثية نشرتها دورية «لوكيميا» الطبية المتخصصة، أوضح العلماء أن ما يميز الطريقة الجديدة هو أنها لا تقتل خلايا سرطان الدم بعقاقير كيميائية، بل تقوم بتعديلها وإرجاعها إلى حالتها الطبيعية الحميدة من خلال سلسلة من التفاعلات الترميمية البيوكيميائية.
وقال الدكتور مانيل إيستيلر الذي تولى الإشراف على الدراسة البحثية التي أدت إلى ذلك الاكتشاف: «انطلاقاً من معرفتنا بأن الخلايا السرطانية تلجأ إلى التنكُّر كي تهرب من تأثيرات الأدوية الكيماوية التقليدية، فإننا سعينا من خلال دراستنا هذه إلى تطوير طريقة يمكننا من خلالها تحويل خلايا سرطان الدم إلى خلايا مناعية سليمة»، موضحاً أن تلك الطريقة ترتكز على إحداث تغييرات في الحمض النووي المرسال (mRNA) بحيث يؤدي ذلك إلى جعل خلايا سرطان الدم تفقد خواصها الخبيثة وتصبح خلايا حميدة.
ورأى خبراء بارزون في مجال معالجة الأمراض السرطانية أن أهمية هذه الطريقة الواعدة تكمن في كونها فتحت المجال للمرة الأولى في تاريخ الطب نحو استراتيجية جديدة كلياً لإلحاق هزيمة ساحقة بسرطان الدم من خلال تحويل خلاياه الضارة إلى خلايا طبيعية بدلاً من الطرق التقليدية الراهنة التي تعتمد على محاولة تدمير تلك الخلايا بالعلاجات الكيميائية التي تؤتي نتائج محدودة نسبياً، فضلاً عن أنها تسبب الكثير من المعاناة والآلام الشديدة للمرضى.