لم تعد «نون النسوة» وحدها هي الباحثة عن الجَمال في دنيا البوتكس والفيلير والليزر، فقد دخل الرجال بقوة ليزاحموا النساء في عيادات التجميل، بعد أن كان ارتياد الذكور لتلك العيادات يتم على استحياء وفي أضيق الحدود.
ووفقاً لبعض التقديرات فإن «الذكور باتوا يشكلون قرابة ربع المترددين على تلك العيادات، فيما أتى استخدام البوتكس والفيلير وتكساس فيلير لتجويف العين وتعديل الأنف، بالإضافة إلى استخدام الليزر لإزالة الشعر، واستخدام الفراكشنال ليزر للندبات والتصبغات وزراعة الشعر وحقن بلازما الشعر والوجه على رأس أولويات الرجال».
ويبدو أن القائمين على صناعة التجميل يرون أن «التعامل مع الرجال أكثر سهولة من النساء اللواتي يقمن بالبحث عبر الإنترنت والحصول على معلومات ربما تكون غير دقيقة عن الإجراءات التجميلية، بعكس الذكور الذين يتركون الأمر برمته للطبيب المعالج».
فقد أكد استشاري جراحة التجميل، عضو جمعية الجراحين الملكية، وعضو الجمعية الأميركية لجراحة التجميل، الدكتور محمد صلاح الدين أن «إقبال الرجال على عمليات التجميل في الكويت زاد خلال الأعوام الأخيرة نتيجة تغير المفاهيم ورفض الرجال لأمور كانت مقبولة في السابق مثل تراكم الدهون في منطقتي البطن والصدر، وبات هناك إقبال على الملابس الضيقة لإبراز العضلات كون الرياضة لم تعد تفي بكل النتائج المرجوة لإبراز الشكل في أحسن صورة ففي بعض الأحيان يكون هناك تجمعات للدهون العنيدة في بعض الأماكن وهنا يتم اللجوء للتجميل»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «النساء مازلن الأكثر إقبالاً على عمليات التجميل نظراً لأنهن يعتبرن أجسادهن جزءاً من أنوثتهن».
وأشار إلى أن «الكويت تزخر بكفاءات متميزة في جراحة التجميل، وأصبح السفر لعلميات التجميل نادراً»، لافتاً إلى أن «أسعار تلك العمليات تتناسب مع الأسعار العالمية، كما أن انتشار عمليات التكميم صاحبه انتشار الحاجة لعمليات التجميل».
ورأى أنه «لا يوجد فرق في التعامل بين الرجال أو النساء لكن القاسم المشترك يجب أن يكون هو الحديث مع من يرغب في إجراء عملية التجميل»، لافتاً إلى أن «التجميل ليس كما يراه البعض رفاهية بل أصبح جزءاً من واقعنا، فالاهتمام بمظهرنا الخارجي ليس بأقل أهمية من الأمور الداخلية».
طلبات الرجال
من جانبها، قالت عضو الأكاديمية الأميركية للتجميل الدكتورة هند صحصاح «نسبة الرجال الذين يقبلون على عمليات التجميل ليست بالقليلة مع اختلاف الطلبات التي يتم طلبها حسب كل حالة»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن «حقن البوتكس، وإصلاح منطقة تحت العين، ونضارة البشرة هي أكثر الأشياء التي يطلبونها».
ولفتت إلى أن «الكثير منهم يفضلون إجراء عمليات التجميل داخل الكويت حتى يتمكنوا من المتابعة وخاصة الأمور التي تحتاج لجلسات متعددة»، لافتة إلى أن «الأسعار يجب أن ينظر لها من منطلق أسعار المواد التي تستخدم في الإجراءات التجميلية، وأعتقد أن أسعار عمليات التجميل في الكويت ليست غالية، وخاصة أنه في الكويت يتم استخدام مواد مرخصة».
وبينت أن «شريحة كبيرة من الرجال تترك اتخاذ القرار للطبيب المعالج بحكم أن هذه الشريحة غير ملمة بما يجب عمله ما يسهل مهمة الطبيب، أما في حالة النساء فنجد أن بعضهن يلجأن للبحث عن معلومات من خلال الإنترنت وفي أوقات كثيرة تكون هذه المعلومات غير دقيقة، فضلاً عن أن بعض النساء يكون لديهن مبالغة في توقعات النتائج».
تجميل محلي
بدورها، قالت أخصائية الجلدية والتجميل بمركز مونتريال الدكتورة وسام حسن، إن «نسبة إقبال الذكور على عيادات التجميل تقارب 25 في المئة»، لافتة إلى أن «أكثر الإجراءات التجميلية طلباً من قبل الرجال المترددين على العيادات، هي استخدام البوتكس والفيلير وتكساس فيلير لتجويف العين وتعديل الأنف، بالإضافة إلى استخدام الليزر لإزالة الشعر، واستخدام الفراكشنال ليزر للندبات والتصبغات وزراعة الشعر وحقن بلازما الشعر والوجه».
ولفتت إلى أن «إقبال الرجال على عمليات التجميل في الكويت قلل من السفر للخارج ولكن مازال البعض يفضل السفر لاعتقاده بأن التكلفة أقل»، مستدركة بالقول «ربما تكون تكلفة الخدمات التجميلية أعلى قليلاً من الخارج بسبب ارتفاع أسعار المواد المستخدمة، ولكن لو قارنا تكاليف السفر والإقامة ستكون النتيجة لصالح الكويت بالتأكيد».
ولفتت إلى «أهمية نشر الثقافة الصحيحة الخاصة بعالم التجميل، وهناك بالفعل ثقافة عالية في الكويت في ما يتعلق بقضايا التجميل»، مشددة على أن «الهدف من التجميل هو التحسين وليس التغيير، فطلبات البعض بأن يكون نسخة من شخص آخر أمر غير صحيح، لأن ذلك يتطلب تغيير الملامح بشكل كامل».
منافسة
من جهتها، قالت أخصائية البشرة آيات حسونة إن «إقبال الرجال بات يضاهي إقبال النساء خلال الفترة الأخيرة»، لافتة إلى أن «أطباء التجميل في الكويت يتمتعون بخبرات كبيرة تجعل الإقبال على العلاج في الكويت يتزايد». وعزت ما يردده البعض حول ارتفاع كلفة الإجراءات التجميلية في الكويت إلى «ارتفاع أسعار المواد المستوردة من الخارج»، لافتة إلى أن «التردد على عيادات التجميل عادة ما يكون بناء على تجربة سابقة للأصدقاء والمقربين».
وفيما شددت حسونة على «ضرورة نشر ثقافة التجميل»، اعتبرت أن«التجميل بات جزءاً لا يتجزأ من مجتمعنا، وبالتالي يجب على كل من يُقدم على خطوة التجميل أن تكون لديه المعرفة الكافية، لكي لا يقع في فخ بعض العيادات التي تهدف للكسب المادي دون مراعاة صحة المريض». ودعت إلى «ضرورة مراعاة الجانب النفسي للمريض والرضا عن أي إجراء تجميلي، لأن العامل النفسي جزء لا يتجزأ من الإجراءات الفسيولوجية التي يتم اتخاذها».
10طلبات ذكورية
1 - زراعة الشعر
2 - تصغير الثدي
3 - شد الجفون
4 - إخفاء علامات الشيخوخة
5 - شفط الدهون
6 - نحت الجسم
7 - تبييض الوجه
8 - تصغير الأنف
9 - تجميل الشفاه
10 - تعديل الأذن
المحلي... أرخص
رفض أطباء تجميل ما يردده البعض من أن كلفة الإجراءات التجميلية في الخارج أقل من الكويت، مؤكدين أن «هذا الأمر ليس صحيحاً، وإذا تم الأخذ في الاعتبار كلفة المواد التجميلية المرخصة والمعتمدة، بالإضافة إلى كلفة السفر والإقامة خارج الكويت، فإن المقارنة ستكون لصالح العلاج في الكويت».
نشر ثقافة التجميل
دعت عضو الأكاديمية الأميركية للتجميل الدكتورة هند صحصاح إلى «نشر ثقافة التجميل فهو أمر حيوي وضروري حتى يتيقن الناس أنه ليس بالضرورة السعي وراء كل ما هو جديد، كما أنه ليس بالضرورة أن الإجراء التجميلي يناسب الجميع فقد يناسب البعض دون الآخر»، مشددة على أهمية «الاهتمام المبكر ببعض الأمور مثل حب الشباب لأن إهمالها قد يكون أصعب في المعالجة مع مرور الوقت، كما يجب الاهتمام بالمتطلبات التجميلية بعد عمليات التكميم وفقدان الوزن، بالإضافة إلى الاهتمام بمناطق مثل الرقبة والذراعين بالمقدار نفسه الذي يتم التعامل به مع الوجه».