اكتشف علماء في الولايات المتحدة وجود علاقة ارتباطية متبادلة بين النوع الثاني من داء السكري، ومرض سرطان الثدي الذي يُعتبر ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء على مستوى العالم.
وخلصت دراسة بحثية تُعتبر الأولى من حيث إثبات وجود تلك العلاقة بشكل عملي إلى أن كل واحد من هذين المرضين «يغذي» الآخر، وبالتالي فإن من شأن السيطرة على أحدهما أن تؤدي إلى كبح جماح الآخر بالتبعية.
ووفقاً لنتائج دراستهم البحثية التي نشرتها دورية «نيتشر سل بيولوجي» العلمية في عددها الحالي، فإن سر تلك العلاقة المتبادلة يكمن ببساطة في أن سرطان الثدي يتسبب في كبح إفراز هورمون الإنسولين، وفي الوقت نفسه فإن ارتفاع مستوى سكر الدم يتسبب في إفساح المجال لأورام سرطان الثدي كي تنمو وتنتشر بسرعة أكبر.
وتوضيحاً للأمر، قالت مؤلفة الدراسة البروفيسورة شيجين إيميلي وانغ أستاذة علم الباثولوجي بجامعة كاليفورنيا: «الواقع أنه ليس هناك أي مرض مستقل بذاته، وذلك لأنه لا توجد أي خلية في الجسم تعيش بمعزل عن بقية خلايا الجسم.
وقد رصدنا في دراستنا هذه كيف أن خلايا سرطان الثدي تكبح نشاط الخلايا البنكرياسية المسؤولة عن إفراز هورمون الإنسولين، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى مضاعفة مستويات سكر الدم لدى مريضات سرطان الثدي المصابات أيضاً بالسكري مقارنة بنظيراتهن المصابات بالسكري فقط».
ويرى الباحثون أن أهمية اكتشاف وإثبات وجود تلك العلاقة الارتباطية تكمن في أنه يمهد الطريق للعمل على إيجاد سبل علاجية تعتمد على كبحهما من خلال السيطرة على أحدهما بدلاً من معالجة كل واحد منهما على حدة.