نوهت الإدارة العامة للأرصاد الجوية اليوم إلى أنه «من المتوقع نشاط في الرياح الشمالية الغربية قد تزيد سرعتها عن 50 كيومترا في الساعة مثيرة للغبار، وتقل معها الرؤية الأفقية الى أقل من 1000 متر على بعض المناطق وتؤدي الى ارتفاع اﻷمواج البحرية الى أكثر من 6 أقدام».
من جهة ثانية، قالت «الأرصاد» إن شهر مايو أصبح من بين أعلى أشهر السنة تسجيلا لحالات (العواصف الترابية) بواقع 30 يوما خلال 25 عاما، وفي المرتبة الثالثة في عدد حالات (الغبار العالق) حيث بلغ 167 يوما خلال الفترة ذاتها.
وأوضح مراقب المناخ في الإدارة الدكتور حسن الدشتي اليوم إن شهر يونيو كان المتصدر خلال فترة النصف قرن الماضية ما يعني وجود تغير في نمط وسلوك الظواهر المناخية خلال السنوات الأخيرة ليتصدر مايو الحالات الغبارية بدلا من يونيو وهو الأشد حرارة.
وأضاف أنه بسبب المناخ الصحراوي لدولة الكويت فإن العواصف الترابية تكثر مع نهاية فصل الربيع وخلال فصل الصيف.
وذكر أن الكويت شهدت ابتداء من ظهيرة 16مايو الجاري دخول عاصفة ترابية من غرب وشمال غرب البلاد مصحوبة برياح شديدة بلغت سرعتها أكثر من 35 كيلومترا في الساعة وهبات بلغت أكثر من 50 كيلومترا في الساعة أدت إلى تدني الرؤية الأفقية لأقل من 300 متر مسببة توقف حركة الملاحة الجوية والبحرية وعرقلة في حركة المرور وتأثر مرضى الحساسية والربو.
وبين أن العاصفة بدأت في مصدرها منطقة دير الزور في شرق سورية، وتعد الأعنف خلال السنوات الأخيرة وأخذت بالتحرك والتمدد شرقا باتجاه العراق وشمال السعودية دخولا إلى غرب وشمال غرب الكويت.
وأشار إلى أن السبب العلمي لهذه العاصفة يرجع إلى تلاقي كتلتين هوائيتين الأولى قطبية باردة انحدرت من الشمال باتجاه المنطقة الوسطى من شرق تركيا نزولا إلى شمال شرق سورية والأخرى حارة من الجنوب الشرقي بسبب منخفض البحر الأحمر.
وأفاد بأن ذلك أدى إلى وجود اختلاف كبير في فروق درجات الحرارة وانحدار كبير في تدرج خطوط الضغط الجوي ونشوء رياح شمالية غربية شديدة وعاصفة وصلت سرعة هباتها إلى 100 كيلومتر في الساعة في مناطق نشوئها عملت على حمل كميات كبيرة جدا من الأتربة التي خف وزنها بسبب فقدانها للرطوبة اثر درجات الحرارة العالية خصوصا أثناء سيرها على مناطق صحراوية جافة وحارة.
وقال الدشتي إن هذه العاصفة الترابية نادرة الحدوث بسبب توفر الظروف الاستثنائية لتكونها إذ تزامن وقوع مركز منخفض البحر الأحمر لأخفض قيمة له على منطقة جنوب العراق وشمال الكويت والخليج العربي ما أدى لاندفاع الهواء بكل قوة من منطقة المرتفع الجوي من شرق أوروبا ومناطق شرق بادية الشام باتجاه الكويت وهي من الحالات النادرة جدا بسبب التغير في نظم الضغط الجوية والتي تعزى لأكثر من سبب منها الطبيعي ومنها التغير المناخي.
ولفت إلى أن ما ساعد على إثارة الأتربة قلة الأمطار في الكويت إذ سجل موسم 2021-2022 الأقل هطولا للامطار من بين 19 موسما خلال الربع قرن الأخير مسجلة 87.7 ملليمتر فقط في حين المعدل العام للموسم هو 113 ملليمترا.