تشابهت الصورة في كل الدوائر الانتخابية، من حيث ضعف إقبال الناخبين على الاقتراع، ولم تكن الدائرتان الأولى والثانية بمنأى عن هذه الظاهرة، على الرغم من النداءات التي وجهها المرشحون للناخبين، حيث لم تتجاوز نسبة التصويت 25 في المئة من إجمالي من يحق لهم التصويت.

وقد بدأت مناطق الدائرة الأولى التي تضم الدعية والدسمة والشعب، بإجمالي 18720 ناخبا وناخبة، هادئة في ساعات الاقتراع الأولى، حيث لم تتجاوز نسبة المقترعين في معظم اللجان 6 في المئة، وكان التطلع إلى ارتفاع وتيرة التصويت في الفترة المسائية.

وربما يعود الهدوء في انتخابات الدائرة، إلى تأثير الأجواء الغبارية على إقبال الناخبين، فضلا عن طبيعة التكتيك السياسي الذي ينتهجه التيار السياسي الأبرز (التحالف الإسلامي) الذي يتحكم في «ريتم» عملية الاقتراع في مناطق الدائرة، بناء على الخبرات السياسية في إدارة المشهد الانتخابي لصالح مرشحهم، من خلال الدفع بناخبيهم إلى صناديق الاقتراع في ساعات معينة لحسم الجولة لصالح مرشحهم حسن كمال.

وفيما بدت حالة الهدوء للاقتراع في لجان منطقتي الدسمة والشعب، كان الوضع مختلفاً قليلاً في مدرستي الدعية المشتركة بنات وثانوية أحمد البشر الرومي في منطقة الدعية، حيث كان أكثر حراكاً.

وفي موازاة ذلك، عبر عدد من ناخبي الدائرة عن أسفهم لتدني نسبة المشاركة في انتخابات المجلس البلدي، وقالوا «ربما يكون الناخبون على حق في هذا الأمر، بسبب تراجع تأثير ودور المجلس البلدي في القضايا التي تمس المواطن بشكل مباشر، وخصوصا تلك القضايا المتعلقة بالتخطيط مدن إسكانية جديدة، وعدم إيجاد حلول لمشاكل الازدحام المروري، وغيرها من القضايا المتعلقة بالجانب الترفيهي».

وتابعوا «يفترض أن تكون نسبة المشاركة قوية لاختيار أعضاء يكونون على قدر المسؤولية في تبني القضايا التي تهم المواطن، وألا يكونوا سلبيين في تعديل الوضع القائم».

ومع اعتدال درجة الحرارة وترسب الغبار خلال فترة المساء، ارتفعت نسبة إقبال المقترعين في لجان الدائرة، إذ سجلت لجان ثانوية أحمد البشر الرومي ومدرسة الدعية المشتركة بنات في منطقة الدعية في السادسة مساء نسبة اقتراع فاقت 20 في المئة. وعلى خطى منطقتي الدعية والدسمة، كانت تسير منطقة الشعب بهدوء، كسر رتابته الحضور النسائي في مدرسة فاطمة علي المسباح.

وفي الدائرة الثانية كانت الفترة الصباحية هادئة نوعاً ما، وخصوصاً في اللجان النسائية، على خلاف لجان الرجال التي كانت أكثر حيوية في الساعات الأولى من فتح باب الاقتراع، وكان من اللافت عدم حضور كبار السن نظراً لحالة الطقس المتقلبة، وما صاحبها من ارتفاع طفيف في درجات الحرارة.

وشهدت المدارس كافة تنظيماً جيداً من قبل وزارة الداخلية، تمثل بالتأكد من حمل الناخبين للجنسية الأصلية، ومن ثم توجيههم إلى اللجان حسب الحرف الأبجدي، كما كان هناك تعاون ملحوظ مع مناديب المرشحين حيث امتثلوا لطلب «الداخلية» بالوقوف خارج المدرسة.