أكدت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أنها تعمل على مكافحة غسل الأموال ومحاربة تمويل الإرهاب، والتصدي لأي محاولة لاستغلال العمل الخيري في أعمال غير مشروعة.
ودشّنت الهيئة صباح أمس فعاليات الاجتماع الثامن عشر لجمعيتها العامة، لاستعراض أعمالها وإنجازاتها وبياناتها المالية خلال العامين الماضيين، وكذلك استعراض الجهود الإنسانية للهيئة واستشراف المستقبل بعد إزالة القيود والتباعد والإجراءات والتدابير الاحترازية التي فرضتها جائحة «كورونا»، وذلك بحضور أكثر من 80 شخصية عامة من شتى أنحاء العالم.
وأشاد رئيس الهيئة الدكتور عبدالله المعتوق بدعم القيادة السياسية في الكويت لمسيرة العمل الخيري والإنساني، ومواصلة العطاء على درب قائد العمل الإنساني سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه.
وأوضح المعتوق أن العالم شهد خلال العامين الماضيين موجة من الإغلاقات والتحديات غير المسبوقة الناجمة عن انتشار جائحة «كورونا»، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي لجأت فيه المؤسسات والشركات إلى تخفيض مستوى الأعمال، استشعرت الهيئة الخيرية وفرقها التطوعية مسؤوليتها الإنسانية، وراحت تُبدع، وتبتكر، وتُطور، وتُوسع من دائرة أعمالها في مواجهة المجاعات والنزاعات والنكبات.
وأضاف أنّ الهيئة واجهت هذه التحديات بفكر مؤسسي متجدد يتبنّى منظومة مُحكمة من الإجراءات والتدابير، ويستند إلى قيم إدارية وأخلاقية فاضلة وراسخة، ويعتمد على فريق عمل مميز ومدرب، وشراكات استراتيجية فعّالة، ويدير الملفات عبر أحدث التطبيقات الذكية، ويرتكز على أفضل ممارسات العمل الخيري سعيًا إلى النمو المستدام.
وأشار المعتوق إلى أن الهيئة واصلت مسيرة المؤسسين بخطى منهجية ومدروسة، ونَوعت مساراتها الخيرية والإنسانية، واعتمادًا على أدبياتهم التنموية، وتوجهاتهم الوقفية، وتراثهم الإنساني والثقافي، وضعت خطة استراتيجية طموحة خلال الفترة من 2020 - 2024م، تبلورت في مجموعة من الأهداف الرصينة، وتشمل التعريف بالثقافة الإسلامية الوسطية، والتمكين الاقتصادي لأصحاب الحاجة، وتوفير فرص تعليمية وتأهيلية ذات مخرجات نوعية، وبناء القدرات الداخلية للمؤسسات الميدانية الشريكة، وترسيخ شراكات استراتيجية فعّالة.
وأشار إلى أن الهيئة أطلقت منظومة جديدة للمنح بالتعاون مع شركائها الميدانيين، وتعكس هذه المنظومة جدية الهيئة الخيرية والتزامها الصارم بتطبيق التعهدات الدولية وتوصيات مجموعة العمل المالي (FATF) التي تلتزم بها دولة الكويت والمتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتصدي لأي محاولة لاستغلال المنح الخيري لأغراض غير مشروعة بعيدة عن العمل الخيري والإنساني.
وأوضح أنّ هذه المنظومة جاءت متسقة مع المبادئ والقيم الإسلامية التي تحكم أعمال الهيئة الخيرية منذ تأسيسها، ومنسجمة مع إجراءاتها الرقابية على جميع عملياتها التشغيلية، ومتفاعلة مع معايير الحوكمة الرشيدة وسياستها التي أقرتها في الفترة الأخيرة، لتعزيز قيم وممارسات الشفافية والإفصاح والامتثال وتعارض المصالح، والإبلاغ وحماية المبلغين، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
30 مبادرة إستراتيجية
أوضح المعتوق أن الهيئة الخيرية انطلقت في تطبيق استراتيجيتها عبر أكثر من 30 مبادرة استراتيجية في جميع مجالات العمل الخيري، وفق مجموعة من القيم الجوهرية الحاكمة، والمتمثلة في الوسطية والاحتساب والإتقان، والتواصل الفعال، والحوكمة، والإبداع، مستهدفة العمل على بناء الإنسان الفقير وتمكينه اقتصادياً وثقافياً وتنمية قدراته ومهاراته، حتى يكون قادراً على امتلاك مقومات التنمية وأدواتها والتأثير الإيجابي في مجتمعه.
مؤسسة مالية غير ربحية
أكد المعتوق أنّ الهيئة الخيرية تواصل جهودها وبخطوات ثابتة في إعداد دراسات جدوى بهدف إنشاء مؤسسة مالية غير ربحية لتقديم التمويل التنموي للأغراض الإنسانية، وقد تُوجت هذه الجهود باختيار مؤسسة استشارية كبيرة ومتخصصة في هذا المجال بناء على معايير عالمية واضحة ومحددة، وذلك لإعداد دراسة حول هذا الكيان التنموي المستدام.
تدشين 10 مدن وقرى
أعرب المعتوق عن اعتزاز الهيئة بما حققته من إنجازات ونجاحات في دعم خطط الاستجابة الإنسانية للفئات الضعيفة في شتى أنحاء العالم، ومواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة «كورونا»، موضحاً أنه مع التطوير المؤسسي الذي شهدته الهيئة الخيرية وتوجيه بوصلتها نحو المشاريع ذات الأثر المستدام، ومع طول أمد الأزمات الإنسانية، وتزايد ضحاياها، فقد اتجهنا إلى إطلاق المشاريع النوعية، ومن أبرزها بناء المدن والقرى السكنية النموذجية، متكاملة المرافق والخدمات.