أكد سفير أذربيجان لدى الكويت إيلخان قهرمان أن المسلمين في بلاده يحرصون على التمسك بفضائل شهر رمضان، ويرعون حرمته ومكانته، وهم يتحلون بصفات خاصة في هذا الشهر المبارك كالصبر، والابتعاد عن الرذائل، وتناسي أسباب الخلاف بينهم، وغير ذلك ما يجري بين الناس في حياتهم اليومية، فعند الإفطار يتناول الأذربيجانيون الماء الفاتر (ليس بالبارد ولا بالساخن)، ولقيمات بسيطة ثم يذهبون إلى الصلاة، ويتوافدون على المساجد سنة وشيعة معاً لا فرق بينهم في مواعيد إفطار أو صلاة أو صيام.​

وأضاف قهرمان، في تصريح صحافي على هامش إقامته مأدبة إفطار لعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، أن الاحتفال بعيد الفطر في بلاده على المستوى الرسمي يدل على تعزيز مبادئ التعددية الثقافية والتسامح، مشيراً إلى أن «أذربيجان تعلي القيم البشرية العامة قدر ما تلتزم بالقيم الوطنية في قلوبنا، وتعتبر التنوع الديني والقومي السائد فيها كغناء وحدتنا المعنوية».

وقال «إن شهر رمضان المبارك له طبيعة خاصة وجميلة في الكويت»، لافتاً إلى أنه على الرغم من التشابه الكبير بين مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم بين بلاده وما يجري في البلدان العربية، إلا أن ثمة 3 مظاهر تنفرد بها أذربيجان في الاحتفال بقدوم شهر رمضان عن بقية الدول الإسلامية والعربية، أولها يتمثل في إقامة طقس فلوكلوري يمارسه الشعب الأذربيجاني بالمشاركة في مهرجانات ومسابقات للخيل في ما بينهم، وتمتد لأكثر من أسبوع قبل بداية الشهر، حيث يتبادلون فيه التهاني بشكل كبير، أما المظهر الثاني، فيتمثل في عادة (الوفاء بالنذور)، فإذا كان أحدهم قد قطع على نفسه نذراً عندما كان واقعاً في أزمة ما، فإنه يوفي بنذره خلال هذا الشهر الكريم، سواء بزيادة العبادة، أو بكثرة الدعاء، أو بنذر صيام أيام أخر بعد رمضان، كما يقدم للفقراء مما وهبه الله من الخير، وأسبغ عليه من النعم، أما المظهر الثالث، فيتمثل في ما يطلق عليه (طبق الغائب أو الطبق الزائد)، وتعني أن كل أسرة حينما تجهز مائدة إفطارها تضيف إليها طبقاً زائداً تحسباً لحضور ضيف أو مرور عابر سبيل، فيجد له مكاناً على مائدة الإفطار، وهو ما يعكس سمة أصيلة في الشعب الأذربيجاني وهي سمة الجود والكرم، تلك السمة التي تؤكدها إهداء الأطعمة والحلوى بين الأسر المتجاورة بشكل تتشابه معه موائد الإفطار في المنطقة الواحدة.

ولفت إلى أن الشعب الأذربيجاني يعد من أعرق الشعوب وأقربها في عاداته وتقاليده إلى الشعوب العربية، معرباً عن خالص تهنئته المسلمين في جميع أرجاء المعمورة بما تبقى من شهر رمضان الكريم، مضيفاً أنه خلال تجربته في هذا الشهر بالكويت لم يعد يرغب في السفر خلاله نظراً لتمتعه الشديد بزيارة أصدقائه في الديوانيات ومشاركتهم في الغبقات الرمضانية.

وتابع أن هناك فرقاً كبيراً بين رمضان في أذربيجان والكويت ولكن هناك تشابه في التجمع العائلي على مائدة الإفطار فقط، والتميز الخاص خلال فترة عيد الفطر في القرى الأذربيجانية التي تضع كل عائلة فيها وليمة في الحديقة الخارجية لمنزلها لعابري السبيل وجميع من يمر من دون أي دعوة. احتفالات رمضان

شعبية وحكومية

أكد السفير قهرمان «أن الشعب الأذربيجاني يُظهر وبصورة جلية عاداته وتقاليده في الاحتفال بهذا الشهر»، موضحاً أن الاحتفال لا يقتصر على أفراد الشعب، وإنما تولي الدولة بأجهزتها المختلفة اهتماماً كبيراً بهذا الشهر، حرصاً من جانبها على زيادة الوعي الديني لدى المواطنين، حيث تخصص أوقات في التلفزيون الحكومي لتقديم برامج ومسلسلات دينية حول هذه المناسبة المباركة، وهو ما يشعرك بأنك تعيش في إحدى الدول العربية.

وأضاف أن مأدبة الإفطار التي ينظمها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لكبار السياسيين والمسؤولين والخبراء والمثقفين لتأكيد التواصل المستمر من القيادة السياسية مع مختلف ممثلي أفراد الشعب الأذربيجاني، وكذلك مأدبة الإفطار التي ينظمها المفتي العام تأتي لتعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف طوائف ومكونات المجتمع الأذربيجاني بمختلف انتماءاته الدينية والمذهبية.