أكد المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إندريكا رتواتي، أن المفوضية تتمتع بشراكة استراتيجية مع الكويت امتدت لسنوات طويلة، حيث لعبت الكويت دوراً ريادياً في دعم الجهود الإنسانية عالمياً، فقدمت الدعم لعمليات المفوضية الميدانية لجهة تقديم الحماية والمساعدة إلى المهجرين قسراً، حتى بلغت مساهماتها الإجمالية أكثر من 435 مليون دولار.
وفي مؤتمر صحافي، استضافه بيت الأمم المتحدة أول من أمس، شدد رتواتي على أهمية استمرار الدعم الدولي والتضامن مع اللاجئين والنازحين، في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية المتزايدة، وتحديداً في أفغانستان وبنغلاديش.
وأضاف «نحن ممتنون للشراكة والدعم الكريم الذي تقدمه الكويت حكومةً وشعباً، التي تمثل نموذجاً للتضامن الدولي المطلوب لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الهائلة التي نشهدها في وقتنا الحاضر».
وذكر أن الدول المضيفة ستواجه كارثة إنسانية، إن لم يتدخل المجتمع الدولي بالعون والمساعدة، مضيفاً «هناك 530 ألف نسمة تمت مساعدتهم بفضل المساهمات السخية للهلال الأحمر والجمعيات الخيرية الكويتية».
وفي ما يتعلق بالتعاون مع حكومة طالبان، ودعمها للمنظمة، قال «نحن نعمل مع جهات مختلفة حول العالم، منها حكومة طالبان، للتأكد من إمكانية وصول المساعدات لمستحقيها من اللاجئين من دون أي عوائق، وقد مكنتنا السلطات من الوصول الى اللاجئين لتقديم المساعدات الانسانية التي تفي باحتياجاتهم اليومية. والعمل الذي تقوم به المنظمة هو لمصلحة الشعب الافغاني».
ورداً على سؤال حول ما يثار بأن هناك جزءاً كبيراً من التبرعات لا يصل لمستحقيه، ولكن يتم تخصيصه المصاريف الادارية للمنظمة، أجاب رتواتي بأنه «لا توجد تكاليف إدارية، ولكن هناك قيمة تشغيلية تبلغ 6.5 في المئة من المبالغ النقدية فقط، وليس العينية لا تذهب للمفوضية فقط، وإنما أيضا للشركاء على الأرض، حيث لدينا في أفغانستان لوحدها 360 موظفاً يعملون في الميدان من ضمنهم 80 موظفاً دولياً يعملون على الأرض لتنسيق المساعدات، وهم بحاجة الى وسائل مواصلات والاتصال والتأمين للوصول الى المحتاجين وتقديم المساعدة لهم. كما أن المبالغ النقدية للزكاة ليس عليها أي رسوم تشغيلية أو عمولات للبنوك وتصل القيمة كاملة الى مستحقيها».
وتطرق إلى احتياج اللاجئين والمهجرين لتعزير الحماية الجسدية أو النفسية لهم، فقال «نسعى جاهدين لتوفير الحماية الجسدية للمهجرين واللاجئين، خصوصاً في المناطق القريبة من النزاعات، ونسعى لنقلهم إلى أماكن أكثر أمنا، ولكن تظل الحماية النفسية تحدياً كبيراً يواجهنا».
وأشار رتواتي إلى أن 80 في المئة من اللاجئين الموجودين في أنحاء العالم تستضيفهم دول نامية لها تحدياتها الخاصة».
وتوقع أن يتم تحديد موعد ومكان انعقاد مؤتمر المانحين المقبل الخاص بأفغانستان في 31 مارس المقبل، مشيراً الى احتمالية انعقاده في جنيف لأنها المركز العام للعديد من المنظمات الإنسانية.