فجر إلغاء «رحلة يوغا» للنساء إلى الصحراء موجة غضب شعبي واسعة ضد الحكومة، وسط تنديد بـ«رضوخها» لضغوط نيابية، وحالة كبيرة من الجدل والمقارنة بين الإجراءات في الكويت والسعودية.

القصة بدأت مع دعوة مجموعة متخصصة في رياضة اليوغا إلى رحلة في البر، اليوم الجمعة، مخصصة للنساء وتتخللها محاضرات مع «شخصيات ملهمة في الوطن العربي»، في إطار نشاط رياضي وترفيهي نسائي. في المقابل، دعا النائب حمدان العازمي إلى إلغاء الرحلة، مطالباً وزارة الداخلية بالتحرك.

وقال: «ما يتردد حول تنظيم شخص عراقي رحلة يوغا في نص البر للبنات فقط مقابل 25 ديناراً... أمر خطير ونشدد على وزير الداخلية سرعة التحرك لوقف هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا المحافظ ومحاسبة من منح له التراخيص فوراً».

وبالفعل، أعلنت الجهة المنظمة للرحلة عن إلغائها، من دون ذكر الأسباب، إلا أنها أتبعت الإعلان، بنشر صورة لآية «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»، فيما ذكرت مصادر أن جهات حكومية طلبت من المنظمين إلغاء الرحلة.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منشوراً، قيل إنه يعود للمدربة صاحبة الإعلان، ردت فيه على النائب حمدان العازمي، نافية أن يكون مدرب اليوغا رجلاً، وموضحة أنها هي من ستشرف على تدريب النساء، أما المدعوّان فهما محاضران فقط على هامش الفعالية.

وأثار الإلغاء موجة واسعة من الغضب ومقارنات بين الإجراءات الحكومية في الكويت السائرة نحو الانغلاق والتشدد، وبين الأجواء الترفيهية في السعودية التي تتوسع يوماً بعد يوم، وآخرها مهرجان «اليوغا» الذي نظم في المملكة قبل أيام، واستقطب أكثر من ألف مشارك لخوض تجارب من النشاط والاسترخاء والتفاعل المجتمعي.

وشهد المهرجان أكثر من 25 نشاطاً لجميع الأعمار من الصفوف والجلسات الحوارية والتأمل وورش العمل وفقرات الاستعراض، على مدى يوم على شاطئ البيلسان بحديقة جمان في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

وقالت إحدى الناشطات: «ما يحدث في الكويت بلد الحريات والديموقراطية مؤسف جداً جداً... هنيئاً للمملكة العربية السعودية للتعايش ولا عزاء لنا في القرارات غير المنطقية»، فيما كتب أحد الناشطين «اللي يبي يسوي يوغا يروح السعودية».

وعبّرت ناشطة أخرى عن موقف مماثل قائلة: «أتوقع لو تم الآن الإعلان عن رحلة يوغا بجزيرة فيلكا، لن يقل عدد المشاركات وحتى المشاركين عن نص مليون!».

وأضافت أخرى «رقص في نادي نسائي يمنعونه... يوغا في البر يمنعونها... وين اروح وين أولي... أطير في العالي مايحصلي!».

وعبّرت ناشطة عن غضبها بالقول: «البر ما له فعاليات غير يقتلون ويدفنون المرأة فيه ويهددونها فيه... لا يوغا لكِ فيه عزيزتي... فقط نطعنج وندفنج فيه».

وذهبت أخرى إلى حد الدعوة لممارسة اليوغا أمام مجلس الأمة، قائلة «بنات شرايكم نشيل اغراضنا ونسوي يوغا في ساحة الإرادة جدام مجلس الأمة، ولا نسوي رحلة برية لليوغا بدال اللي تنكسلت...».

ومع تصاعد الجدل، كتب أحد الناشطين «قوقل يشتكي على الكويت من كثرة البحث عن كلمة يوغا».

ودخل الشباب بقوة أيضاً على خط النقاش، وقال أحدهم «اليوغا ممكن تمارس كرياضة فقط لا غير... وانا اخذت كورس يوغا لما كنت بالعشرينات، نص الوقت نتمغّط والنص الثاني نسوي تمارين لتليين المفاصل... يعني لا دخيلة ولا شي! وبعدين بنات وبالبر... منو بيشوفهم؟... الجرابيع ولاّ السحالي؟».

وسأل آخر: «ما هي المخالفات القانونية التي شابت موضوع (دورة اليوغا)، والتي استند إليها النائب حمدان العازمي للمطالبة بإيقاف النشاط؟!».

مؤيدون: المنع خطوة مقدّرة للحفاظ على قيمنا وعاداتنا
في مقابل الرفض، لقي تحرك النائب حمدن العازمي لمنع رحلة اليوغا للنساء تأييداً من شريحة أخرى من الناشطين الذين رأوا الخطوة ضرورية للحفاظ على قيم وعادات وتقاليد البلاد، مؤكدين أن في الكويت نوادٍ نسائية تقدم مثل هذه الفعاليات فلماذا لا تمارسها النساء في تلك النوادي؟ وقال أحدهم «البلد تردت في جميع المجالات، بسبب سوء أداء الحكومات المتعاقبة، والتحالف الوطني لم يهزه الا منع اليوغا!».

ورحب آخر بمنع الرحلة قائلاً: «منع طقوس اليوغا المعلن عنها... شكراً وزير الداخلية... شكرا النائب حمدان العازمي». ووجه ناشط الشكر للنائب على تحركه، وقال: «شكراً حمدان العازمي على منع اليوغا، نحن أمة محافظة... وتنمية البشر عندنا قبل تنمية الحجر، والالتزام بعاداتنا أفضل».

وعبّر ناشط عن موقف مماثل، قائلاً: «ليش أشره على الحكومة؟ بالعكس النائب حمدان ما طالب إلا بالشي الصح».