أشارت هيئة البث الإسرائيلية، إلى أن الدولة العبرية تواجه معضلة حقيقية تمثل تحدياً رئيسياً خلال السنوات المقبلة، وتتمثل في «المحور الشيعي الراديكالي»، الممتد من إيران إلى سورية ولبنان عبر العراق، ومنه إلى الساحة الفلسطينية.
ونقلت الهيئة عن تقرير للجيش لعام 2021، تخوّف تل أبيب من صواريخ «حزب الله الدقيقة»، والتي تتركز خصوصاً في «وحدة الرضوان».
في سياق آخر، وفي ثاني لقاء بينهما والأول لرئيس السلطة الفلسطينية في الدولة العبرية منذ العام 2010، بحث الرئيس محمود عباس، مساء الثلاثاء، مع وزير الدفاع الإسرائيلي، «قضايا أمنية واقتصادية وإنسانية»، وذلك خلال اجتماعهما في منزل بيني غانتس في مدينة «روش هعين» أو «رأس العين»، قرب تل أبيب، لكن من دون آفاق تذكر لاستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.
وكتب غانتس على «تويتر»، «ناقشنا اتخاذ إجراءات اقتصادية ومدنية وأكدنا أهمية تعزيز التنسيق الأمني ووقف الإرهاب والعنف - لمصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين كليهما».
ولم يورد غانتس في تعليقه، أيّ ذكر لعملية السلام المتوقفة منذ عام 2014 بعد انهيار محادثات رعتها الولايات المتحدة.
وبعد ساعات قليلة على اللقاء، أعلنت إسرائيل سلسلة «إجراءات لتعزيز الثقة».
وتتمثل بدفعة مالية للسلطة بقيمة 100 مليون شيكل (32.1 مليون دولار)، من أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح الفلسطينيين.
كما تشمل الإجراءات، بحسب بيان وزارة الدفاع، منح تجار فلسطينيين كبار 600 تصريح إضافي للعمل في إسرائيل، بالإضافة إلى تسوية أوضاع ستة آلاف فلسطيني يعيشون في مناطق في الضفة الغربية مصنفة (ج).
وذكرت وزارة الدفاع أن غانتس أبلغ عباس «أنه عازم على مواصلة تعزيز إجراءات بناء الثقة في المجالين الاقتصادي والمدني، كما تم الاتفاق عليه في اجتماعهما السابق» الذي عقد في رام الله، في أغسطس الماضي.
من جهته، قال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ عبر «تويتر»، إن اللقاء «في بيت غانتس هو تحد كبير والفرصة الأخيرة قبل الانفجار والدخول في طريق مسدود».
وأكد أن الاجتماع يمثّل «محاولة جدية جريئة لفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية ويضع حداً للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني».
وناقش المسؤولان أيضاً «الأوضاع الميدانية المتوترة بسبب ممارسات المستوطنين... وأهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية»، على حد قوله.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الاجتماع، الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، عقد في أجواء «ودية وحميمة وتبادل خلالها الجانبان، الهدايا».
لكن اللقاء واجه أيضاً «انتقادات حادة» من الوسط السياسي الإسرائيلي، ومن أحزاب ووزراء في حكومة نفتالي بينيت، الذي أعرب عن استيائه من استضافة غانتس، لعباس في منزله.
وأعلن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، أن «التنازلات الخطيرة لأمن إسرائيل ليست سوى مسألة وقت».
وفي قطاع غزة، قال الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم إن اللقاء «يُعمّق الانقسام السياسي ويُعقّد الحالة الفلسطينية، ويضعف الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع».
ميدانياً، استهدفت القوات الإسرائيلية، مدفعياً، نقطة رصد تابعة للضبط الميداني جنوب شرقي غزة، بعد إصابة عامل من وزارة الدفاع في ساقه بجروح طفيفة، بينما كان يقوم بأعمال في الجدار الأمني شمال القطاع.