أوضحت المؤلفة تغريد الداود أن المسرح الجاد سيشهد نقلة كبيرة خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى المسرح التجاري، «الذي صرنا نتلمس فيه بعض الاهتمام، بعد حالة الملل التي أصابت الجمهور بسبب (الأفيهات) السريعة والمرتجلة على المسرح».

الداود، التي دخلت المنافسة أخيراً في النسخة 21 من مهرجان الكويت المسرحي عبر نص «مطلوب مهرجين»، أبدت في حوار مع «الراي» تحفظها على نتائح لجنة التحكيم، التي قالت إنها مخيبة للآمال ولا تتفق مع آراء الجمهور والنقاد.

في حين رأت أن ظهور باقة من المؤلفات الجدد على الساحة المسرحية لا يشكّل هاجساً بالنسبة إليها، مبينة أن الكتّاب لا يتشابهون في طريقة الطرح والأسلوب.

كما أعربت عن سعادتها لاعتبارها أفضل مؤلفة كويتية.

• كيف وجدتِ المنافسة في الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي؟

- جميلة جداً، خصوصاً أن هذه الدورة من المهرجان جاءت لتعيد الروح إلى الجسد الفني بعد فترة الإغلاق التي فرضتها الجائحة، كما اتضح نتاجها جلياً من خلال العروض المتنافسة، ورأينا الاجتهاد من الجميع بلا استثناء وظهور مواهب واعدة، بالإضافة إلى تنوّع العروض، ومشاركة 5 مؤلفات كويتيات.

• ولكن، كيف تفسرين تفوق المؤلف فيصل العبيد، وهو المؤلف الوحيد في المهرجان من بين 5 مؤلفات، وحصوله على جائزة أفضل نص عن مسرحية «زهور القبور» التي قدمتها فرقة مسرح الشباب؟

- نحترم قرار لجنة تحكيم المهرجان، رغم وجود بعض الملاحظات عليها، حيث إن النتائج كانت مخيبة للآمال، وبعيدة كلياً عن توقعات الصحافة والنقاد والجمهور، الأمر الذي لم نعتد عليه في المهرجانات السابقة.

إن شاء الله «الجايات» أكثر، وكل يأخذ نصيبه.

• ظهور هذا الكم من العنصر النسائي في مجال التأليف المسرحي، هل يشكلّ أزمة بالنسبة إليك؟

- بل بالعكس. ستكون المنافسة جميلة بلا شك، لأنه لا يوجد كاتب يشبه الآخر في الطرح والأسلوب، فلكل منا طريقته الخاصة في الكتابة، وأنا أعتبر وجودهن «وايد مهم»، وقد استمتعنا بالتواجد معاً في هذه الدورة من المهرجان.

• أشاد بك كثيراً رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح الكويتي الفنان أحمد السلمان، بقوله إنك أفضل كاتبة كويتية، فما تعليقك؟

- هذه الإشادة وسام على صدري، وهي في الوقت ذاته تضع على عاتقي مسؤولية كبيرة لتقديم الأفضل دائماً، من خلال مضاعفة الجهد والاشتغال أكثر على النص، حتى وإن أخذ وقتاً أطول من المعتاد، لأن الجمهور عندما يذهب إلى عرض من تأليف كاتب يثق به، فإنه يتوقع منه الكثير، وهو ما يدفعني إلى العمل بدأب لكي أقدم ما يرضيني ويرضي الجمهور.

• برأيك، لماذا لا تنعكس العروض في المسرح الجاد على المسرح التجاري، عوضاً عمّا يقدمه الأخير من أطروحات تعتمد على «الضغاط» بين الممثلين؟

- في الوقت الحالي صرنا نتلمس بعض الاهتمام من القائمين على المسرح التجاري بطرح النصوص القوية، وهناك تجربة سيقدمها الفنان عبدالعزيز النصار، إلى جانب الفنان طارق العلي، الذي يبحث الآن عن نصٍ رصين، بعدما استشعر الجميع حالة الملل التي أصابت الجمهور بسبب «الأفيهات» السريعة والمرتجلة على المسرح، ونحن بحاجة إلى النصوص المدروسة والحقيقية التي تعالج القضايا.

لذلك، أعتقد أن هناك نقلة كبيرة سيشهدها المسرح الكويتي عموماً، والتجاري على وجه التحديد.