استحوذت 5 أسهم هي «بيتك» و«الوطني» و«الأهلي المتحد - البحرين» و«أجيليتي» و«الخليج» على 4.57 مليار دينار من إجمالي السيولة المتداولة في بورصة الكويت منذ بداية العام، شكلت نحو 34 في المئة من إجمالي قيمة التداولات في السوقين الأول والرئيسي والتي وصلت إلى 13.47 مليار دينار.
واستأثر السوق الأول منفرداً بنحو 8 مليارات دينار من سيولة البورصة منذ بداية 2021 تداولت على أسهم بلغت كميتها 22.03 مليار سهم، فيما بلغت تعاملات «الرئيسي» 5.48 مليار دينار على 61.86 مليار سهم.
ويلاحظ أن سهمي «بيتك» و«الوطني» سجلا تداولات مليارية، بلغت نحو 1.216 مليار دينار للأول و1.134 مليار للثاني، فيما يقترب «الأهلي المتحد» من الخانة المليارية مسجلاً 953.4 مليون، وذلك بالنظر إلى الحركة اليومية للأسهم منذ بداية العام وحتى إقفالات أمس.
وقود الاستحواذات
وفي سياق متصل، ورغم تراجع المكاسب التي حققتها المحافظ والصناديق الاستثمارية والكيانات المالية المختلفة التي تنشط في بورصة الكويت بالنظر إلى أوضاعها قبل ظهور تأثير المتحور «أوميكرون» على الأسواق، إلا أنها لا تزال تحتفظ بأرباح بعضها محققاً والبعض الآخر دفترياً، تبلغ نحو 9 مليارات دينار.
وتتمثل تلك المكاسب في ارتفاع القيمة السوقية للأسهم المُدرجة في البورصة بشكل واضح مقارنة بإقفالات 2020، إلا أن أنظار أصحاب رؤوس الأموال والصناديق وكبار اللاعبين في السوق تتجه هذه المرة إلى أبعد من مكاسب عام 2021، الذي أوشك على الانتهاء، حيث يفصل البورصة عن العام الجديد 4 جلسات تداول فقط.
وقالت مصادر استثمارية لـ«الراي» إن المكاسب والعوائد التي سجلتها الأسهم سيكون لها أثرها الايجابي على الأداء السنوي للصناديق، رغم إفصاحها عن خسائر متباينة للشهر الماضي، فيما ستنعكس كذلك على التوزيعات النقدية وأسهم المنحة المجانية المتوقع الإعلان عنها اعتباراً من يناير المقبل.
وأوضحت المصادر أن عجلة الاستحواذات التي نشطت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية ستغيّر ملامح بعض المجموعات خلال السنة الجديدة، مشيرة في هذا الجانب إلى استحواذ مجموعة شابة على حصص إستراتيجية بشركات تشغيلية مُدرجة وسط توقعات بمواصلة اقتناص الفرص التي تمثل أهدافاً رئيسية لمثل هذه المجموعات خلال العام الجديد.
العين على 2022
وتؤكد المصادر أنه مع دوران عجلة الاستحواذات وتنفيذ بعض الاندماجات المتوسطة والصغيرة، فإن العام 2022 سيكون محمّلاً بعمليات أكبر على مستوى أكثر من قطاع، مشيرة إلى أن مثل هذه المعطيات تمثل دافعاً قوياً لاستمرار توازن أداء وتعاملات البورصة.
وأظهرت بعض الصفقات المنفذة أخيراً توافر سيولة كبيرة في السوق يمكنها أن تغير الشكل العام للأسهم التشغيلية، حيث نفذت البورصة العديد من العمليات خلال الأيام الماضية، أبرزها المزاد العلني الذي استحوذت من خلاله شركة الجناح القابضة على حصة 10 في المئة بما يعادل 110 ملايين سهم من أسهم رأسمال شركة «القرين».
وكانت المزايدات على السعر المقدم من قِبل «بوبيان للبتروكيماويات» قفزت بالصفقة من 320 فلساً للسهم كسعر ابتدائي إلى 425 فلساً أي بقيمة إجمالية للصفقة 46.75 مليون دينار وبزيادة 11.55 مليون عن السعر الابتدائي البالغ 35.2 مليون، ما يشير إلى اهتمام المجموعات الاستثمارية الكبرى بالشركات ذات النماذج التشغيلية المعروضة للشراء.
اقتناص فرص
ولم تخلُ التداولات اليومية، من مواصلة اقتناص مجموعات بعينها لأي كميات تعرض من أسهم شركات عريقة لها ثقلها في السوق، مثل «الاستثمارات الوطنية» التي تشهد أسهمها خلال الفترة الحالية عمليات تنفيذ لصالح بنوك وفاءً لمديونيات على بعض الملاك، حيث تظهر رغبات شراء لأي كميات يتم عرضها أو تسييلها من السهم بموجب أحكام، ما يؤكد ثقة المستثمرين بالسهم وبأداء الشركة وخططها الإستراتيجية.
وفي هذا السياق، شهدت تداولات البورصة أمس زخماً وشراءً على سهم «الاستثمارات الوطنية»، حيث بلغت كمية التداول عليه نحو 67.2 مليون دينار من خلال 640 صفقة بقيمة وصلت إلى 14.5 مليون دينار، شكلت نحو ثلث قيمة تداولات البورصة البالغة 45 مليون دينار.
وجاءت تداولات «الأهلي المتحد» كثاني أعلى تعاملات في البورصة خلال جلسة أمس بقيمة 8.3 مليون دينار، ثم «جي إف إتش» بـ3.9 مليون دينار.