أكدت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت الشريفة نسرين ربيعان، أن «الدور الكبير والسامي والمحوري الذي تقوم به الكويت غني عن التعريف»، لافتة إلى أن الكويت كانت المانح الأكبر لقضية اللاجئين والمفوضية السامية في العقد الماضي.
وقالت الربيعان، في لقاء مع «الراي» ان نحو 500 مليون دولار كان نتاج منح الكويت لمساعدة اللاجئين، وخصوصا خلال الأزمة السورية وفي اليمن والعراق، بالإضافة لدورها في تنظيم مؤتمرات دولية وعالمية، لحشد الدعم لقضية اللاجئين، مؤكدة أن الكويت داعم إنساني كبير مؤمن باحتياجات المهجرين قسراً في العالم، ويثق بدور المفوضية السامية، و«لا أستطيع وصف علاقاتنا إلا بالشراكة القوية والفعالة».
وعن أبرز التحديات التي تواجه عمل المفوضية، خصوصاً خلال الجائحة، قالت ربيعان إن «العمل في مجال المهجرين والنازحين في الوقت الحالي بحسب تقرير الاتجاهات العالمية 2020، أوضح وجود نحو 82.4 مليون مهجر قسرياً في العالم، وفي العام 2010 كان العدد 40 مليوناً... إن الأزمات كجائحة كورونا تساهم في مضاعفة المشكلة، حيث تسببت في إغلاقات الدول التي أثرت، لكن أسباب النزوح لم تنته، ولذلك تضاعفت في 2020 أعداد النزوح القسري، مقارنة مع السنوات السابقة، لكن للأسف الكثير من الدول أغلقت حدودها، ما أثر على وضع اللجوء للحماية الدولية، وهناك دول مشكورة دمجت اللاجئين في برنامجها الوطني للتطعيم والحماية من كورونا، ودول لم تستطع دمجهم بسبب قدراتها، وهنا جاء دور المفوضية للتعاون مع هذه الدول لدعم استفادة اللاجئين من برامج التطعيم، كما ان قدرة الدول على الدعم المالي للنازحين قد تأثرت بسبب الجائحة».
المساعدات العاجلة
وذكرت ممثلة المفوضية انه في ديسمبر الجاري سيختمون 70 عاماً على توقيع وإصدار ميثاق 1951، مشيرة إلى أن «عمل المفوضية ليس المساعدة والإغاثة، ولكن توفير الحماية وإيجاد الحلول الدائمة، والتصدي لمشكلة اللجوء يكون على مراحل الأولى تبدأ بالإغاثة لإنقاذ الحياة (مأوى وغذاء والاحتياجات الأساسية للاجئ)، ونحن ندعو الدول لتكثيف الجهود من أجل إدماج اللاجئين في المجتمعات، لإعطاء الحلول الدائمة حتى لا يبقى اللاجئون عبئاً عليها، ويكونوا جزءاً حيوياً وفعالاً في المجتمعات المضيفة، فالمفوضية ليست معنية فقط بالمساعدات الأساسية، فهذا جزء من عملها عند الحاجة، ولكنها تدعو ليكون هؤلاء اللاجئون جزءاً وعاملاً فعالاً ومشاركاً في المجتمعات المضيفة».
تعريف اللاجئ
وقالت ربيعان ان «اللاجئ هو الشخص الذي اضطرته الظروف لمغادرة بلده الأم، ليس لأسباب اقتصادية، بل لطلب الحماية لأسباب منها الاضطهاد على أساس الدين أو العرق أو الرأي السياسي أو الانتماء لفئة اجتماعية معينة، أو بسبب الأوضاع الأمنية في بلده الأم، لوجود خطر على حياته، ويجب أن نفرق بين اللاجئ والمهاجر الذي غادر بلده للبحث عن لقمة العيش».
وأضافت أن «الكويت دولة تستضيف عدداً كبيراً من الذين يعملون على أرضها بصفة قانونية ويخضعون للقوانين الوطنية التي تنظم العمل في الكويت، والفئة التي قد تتعرض للانقطاع عن العمل لأي سبب من الأسباب، ولا تستطيع العودة لبلدها الأم هناك اتفاقية بين المفوضية ودولة الكويت للعمل على إيجاد حلول مناسبة لها إما بتصويب أوضاعها القانونية بالكويت أو اللجوء لحلول أخرى منها المغادرة على أساس لم الشمل أو إعادة التوطين أو العودة للبلد الأم إن سمحت الظروف بذلك لتصويب أوضاعها».
الكويت... المحطة الثامنة
ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت الشريفة نسرين ربيعان وصلت للكويت في سبتمبر 2021 في محطتها الثامنة، إذ عملت سابقاً في دول أفريقيا وآسيا، ومحطتها السابقة كانت في رومانيا.