للمرأة خصوصيتها... حتى في الأدب.
وهذا ما تم تناوله أول من أمس، في الحلقة النقاشية التي نظمتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بالتعاون مع السفارة الإسبانية في الكويت، بمناسبة مرور 60 عاماً على العلاقات الكويتية - الإسبانية.
الحلقة التي حملت عنوان «المرأة والأدب»، وأقيمت في مقر الجمعية وأدارتها شريفة الخميس، شاركت فيها أربع أديبات من البلدين، الكويتيتان ندى الفارس وجميلة سيد علي، والإسبانيتان مارجريتا ليوز وناتاليا سيريزو، وشهدت حضور السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو إغيلار، إضافة إلى عدد من المهتمين بالشأنين الأدبي والنسائي وممثلي وسائل الإعلام.
وأعرب السفير إغيلار عن سعادته البالغة بالمشاركة في الحلقة النقاشية، مؤكداً على أن الأدب وسيلة فعالة لتحقيق التقارب بين الشعوب، وهو لغة الروح التي تترجم أسمى المعاني الإنسانية الثابتة في كل مكان وزمان.
ولفت الى أن الكاتبتين الإسبانيتين ليوز وسيريزو تعبران عن منهج وفكر جديد في الأدب الإسباني، يعتمد الواقعية كأسلوب، وهو يعد حالة منهجية خاصة انفردت بها المرأة في الثقافة الإسبانية.
من جانبها، تناولت كاتبة القصص القصيرة سيريزو، علاقة المرأة بالأدب، وأوجه التشابه والاختلاف بين الأدب في المنطقة العربية ونظيره في أوروبا، خصوصاً ما يتعلق منه بالمرأة.
وبدورها، أكدت الشاعرة ليوز على أن المرأة لديها خصوصية في الكتابة عن المشاعر الإنسانية، موضحة أن «المرأة الكاتبة تعبر في بعض المواضيع بصورة واضحة أكثر مما يعبر عنها الكاتب الرجل، ومنها مثلاً الأمومة، لأنها مرتبطة بطبيعتها كأنثى وغيرها من الأمور الحياتية».
أما الكاتبة والشاعرة الفارس، فاعتبرت أن «الكتّاب الجيدين لا يعكسون الحقيقة، بل يغيرونها». وأضافت: «في العام 2003، أي في عمر السابعة عشرة، تملكتني الرغبة في أن أصبح كاتبة محترفة، إلا أنني أدركت افتقاري إلى إحدى أهم الأدوات، وهي المعرفة واللغة، وفي ضوء ذلك، التحقت بكلية الآداب لأستقي من نبع المعلومات، وتبدأ رحلتي التي امتدت طوال عشر سنوات لشحذ حرفيتي».
وأشارت إلى أنها أدركت الحاجة الملحة لمعالجة القضايا الناشئة من مجتمع مجزّأ ومتعدد الطبقات، ما جعلها تسعى إلى سد الفجوة التي أنشأتها العنصرية وكراهية الأجانب عن طريق استهداف شريحة مختلفة من الجماهير».
ومن ناحيتها، قالت الكاتبة سيد علي إنها أصدرت أخيراً روايتها الجديدة «حرب الزهور»، التي تجري أحداثها في «مدينة الزهور»، وهي مدينة كغيرها ليست فاضلة أو خبيثة، وتضم مجموعة من الطيبين والأشرار، أما الغالبية فهم المغيبون عما يدور حولهم والجاهلون ببواطن الأمور.
وأضافت أن «الفانتازيا هي لغة السرد في الرواية، وتحديداً الفانتازيا العلمية، التي تجسد الصراع العصري باستخدام المخترعات المذهلة والطفرة التكنولوجية بهدف السيطرة على العقول».