مقتنيات متحف بارجيلو الإيطالي، حلّت في ضيافة المركز الأميركاني، لتستعرض روائع الفن الإسلامي.
فبمناسبة مرور 60 عاماً على العلاقات الكويتية - الإيطالية، وتحت رعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، افتتح أمس معرض «الفن الإسلامي من البارجيلو في فلورنسا إلى الكويت»، في مركز الأميركاني الثقافي التابع لدار الآثارالإسلامية، والذي يستمر حتى 14 من يناير المقبل.
شهد حفل الافتتاح، حضور الأمين العام لـ«مجلس الثقافة» كامل العبدالجليل، وسفير الجمهورية الإيطالية لدى الكويت كارلو بالدوتشي، إضافة إلى أهل الإعلام.
وتضمن المعرض مجموعة فنية منتقاة بدقة وبكل شغف بتعاون كويتي إيطالي، وبإشراف البروفيسور الإيطالي جيوفاني كيوراتولا، تعكس الثروة الفنية الحقيقية للفن الإسلامي، والذي يعد أيقونة عالمية للإبداع والجمال على مر العصور، والتي تعود إلى العصور الذهبية للإسلام وتتميز بدقتها الفنية، وبراعة هندستها، وحذاقة صُناعها، وبهاء فنونها، وعبق تاريخها.
وللمناسبة، قال العبدالجليل إن «مجموعة مقتنيات الفن الإسلامي القيمة في متحف بارجيلو، تعتبر شهادة على العلاقات القديمة بين إيطاليا والعالم العربي»، موضحاً أن «المعرض يعزز ويدفع بالجهود المتنامية للتطور والتوسع في العلاقات الثقافية والفنية والتراثية الوطيدة بين البلدين الصديقين، وقيام الكثير من الأعمال الثنائية الهادفة».
وفيما أعرب عن سعادته بتواجده في المعرض ولقاء الخبراء والمتخصصين في علم الآثار، وذوي الفهم العلمي في أصول ومصادر المقتنيات الثمينة من كنوز الفنون الإسلامية، والتي تحيي صفحات منيرة من تاريخ النهضة والحضارة الإسلامية في عصورها المبكرة المزدهرة، لفت إلى أن «المعرض يقدم مجموعة مختارة ومميزة، تجسد نماذج لما يحتويه المتحفان من ثروة فنية إسلامية هائلة وقيمة ونادرة للغاية، مشيراً إلى أن المعروضات تتمتع بروعة الإتقان ومهارة الإبداع الفني والحرفي التي اكتست جمالاً وبهاء، فيما زينت بها النقوش البديعة المطلية بالذهب والفضة».
وأشار إلى أن «المعرض يعبر عن صورة حية من صور عمق الصداقة والعلاقات بين الكويت وإيطاليا، التي التقت هذه المرة حول إحياء وعرض الفنون الإسلامية الباهرة، ودليل تاريخي شاهد على دور الحضارة الإسلامية في ركب الحياة الإنسانية».
بدوره، قال السفير بالدوتشي إن «فكرة الاحتفال بستينية العلاقات الكويتية - الايطالية من خلال خلق فرصة للتحاور على غرار الحوار بين المتحف الوطني بارجيلو ومجموعة الصباح، انبثقت من محادثتين كانتا لي منذ بضعة أشهر (أبريل الماضي)، وكانت المحادثة الأولى مع الشيخة حصة صباح السالم الصباح والثانية بعد بضع ساعات مع البروفيسور جوفاني كوراترلا وهو من كبار الخبراء في الفن الإسلامي على النطاق العالمي».
وأضاف أنه «عندما سألت الشيخة حصة عن طريقة الاحتفال بهذه اللحظة المهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وجهتني في الحين إلى المسلك الصحيح الذي ينبغي تطويره، ويتمثّل في تثمين الحوار بين مجموعات الفن الإسلامي للبلدين ومواصلة تلك السلسلة الطويلة من المبادرات التي حملت أكثر من مرة مجموعة الصباح إلى إيطاليا، من فلورنسا مروراً بميلانو ووصولاً إلى روما، وإتاحة فرصة التحاور بين تحف فنية تشهد على عالم من الاتصالات والعلاقات والمبادلات والتعلّم والتأثيرات المتبادلة، وهو ما يسمح كذلك بالاحتفال على هذا النحو بعالم كبار جامعي التحف من الماضي والحاضر الذين لا يمكن التغاضي أبداً عن دورهم، لأن نشاطهم يُعدّ جوهرياً بلا منازع».
وأوضح أن «البروفيسور كوراترلا تقبّل المقترح بحماسة، وحصل ذلك بعد سويعات فقط بعد لقائي مع الشيخة حصة، وهو ما جعلني أتصور أنه علاوة على استعداده وترحيبه المنبثق عن معارفه الاستثنائية ذائعة الصيت، فربّما كان إنجاز هذا المشروع في باله عندما تسمح الظروف، وهو ما أسعدني بالتأكيد وكنت في الوقت ذاته المستفيد منه».
وأكد أن «هذا المعرض ولد من رحم هاتين المحادثتين أساساً، ولن تسعني الكلمات لأشكر الشخصيّتين المذكورتين بما يفي بحقهما بسبب دورهما المركزي والحيوي، كما أُود في هذا الصدد أن أتوجه بالشكر لكل الذين أسهموا في الإنجاز، بدءاً بمتحف بارجيلو الوطني ومديرته باولا داغ وستينو، ومركز الأميركاني الثقافي، والصديق كامل العبدالجليل، كما أنوه بالدور المهم للمساند الفني للمعرض، جينبرالي للتأمين، الذي كان التزامه تجاه الفعالية محورياً منذ البداية».