إلى جانب «للموت» انتهى الممثل ومقدم البرامج اللبناني وسام صباغ من تصوير العمل الكوميدي «الجار للجار».

صباغ تحدث لـ «الراي» عن أهمية التنويع بالنسبة إلى الممثل وانتقاله من الكوميديا إلى التراجيديا في الحوار الآتي معه:

• قبل عامين كان الممثل اللبناني يشكو قلة العمل، فهل يمكن القول إنه ارتاح وأصبح لديه فائض في الأعمال؟

- هذا الأمر يرتبط بالفرص المتاحة أمام الممثل، وهناك الكثير من الممثلين والخريجين من دون عمل. المنصات ساهمت في زيادة الإنتاجات، وهذا الأمر يصبّ في مصلحة الصناعة والمهنة إيجاباً.

• وهل هذا يعني أن الممثل يشعر بالرضا؟

- لا يمكن المقارنة بين تجربة ممثل وآخَر، بل يجب التعامل مع كل تجربة على حدة. وهذا يرتبط في النهاية بكيف يسعى الممثل كي يطوّر نفسه ويكون مطلوباً وناجحاً في أيّ عمل يشارك فيه.

• لا يمكن أن ننسى أيضاً علاقة الممثل بشركات الإنتاج، وتكرار الوجوه من عمل إلى آخَر؟

- وأيضاً هناك وجوه جديدة. ثمة مسألة لها علاقة بالتسويق، حيث تطلب محطات التلفزيون أعمالاً لممثل معيّن، وهذا الأمر لا مفرّ منه. وفي النتيجة، هذا الممثّل اشتغل على نفسه وطوّر تجربته حتى أصبح نجماً مطلوباً.

• ولكن هناك ممثلون أكفاء يقبعون في بيوتهم ولم يصبحوا نجوماً؟

- يجب أن نحدّد ما مفهوم النجومية. وفي رأيي أن كل ممثّل يصل إلى قلوب الناس بدورٍ معيّن ويترك أثراً عندهم، هو نجم. أسعى يومياً ولا أنتظر أن يقرع الآخرون بابي، بل أبادر إلى طرح مشروع أو فكرة لتسويقها. المهنة ليست سهلة ويجب أن يتواجد الفنان بقوة وأن يستمر في العمل.

• وكيف نجحتَ بعدم حصر تجربتك بالكوميديا، بل حرصتَ على تقديم الدراما بالإضافة إلى تقديم البرامج؟

- عندما لا يكون للفنان وكيل أعمال يعمل على تطوير أدائه وتغيير شكله وطَلَته ونوعية أدواره، كما يحصل في الخارج، يُفترض به أن يبادر هو إلى ذلك.

وقد وجدتُ نتيجة الخبرة والعمر أن الفنان يجب ألا يحصر نفسه بنوع معيّن من الأدوار. ففي ذلك ظلم له، وهذا الأمر تَطَلَّبَ مني بعض الوقت، ولكنني تجاوزتُه ولم أُحصر بالكوميديا، وأثبتّ أنني أستطيع أن أكون مقدماً جيداً وأن ألعب الدراما بشكل جيد لأنني أملك موهبة يمكن أن أوظفها في أكثر من مجال.

• ومَن يتحمّل مسؤولية حصر الممثل بأدوار معينة: هل المُنْتِج أم المُخْرِج أم الممثل نفسه؟

- هي ظروف يساهم الممثل في حصولها. كان بالإمكان أن أستمر لسنوات طويلة في الأدوار الكوميدية ولكنني اعتذرتُ عن العروض الكوميدية وأعلنت انني أوقفتُها، وأريد نوعاً مختلفاً كي أُبْرِز موهبتي.

• وما العمل الذي شكّل مفترق طرق في انتقالك من الكوميديا إلى التراجيديا؟

- مسلسل «ثورة الفلاحين» وكنتُ ضيفاً فيه. ولكنه دور ترك أثَراً وأكد أنني يمكن أن أنجح بعيداً عن الكوميديا، ومن ثم كرّت السبحة. بمجرد أن يلفت الممثل الأنظار إليه، تصله عروض مختلفة.

• في رأيك، ما سبب حصر الممثل بأدوار معينة في لبنان ومصر بينما هذا الأمر غير موجود في سورية؟

- باسم ياخور لعب الكثير من الأدوار الكوميدية ومن ثم انتقل إلى التراجيديا وبرع فيها أيضاً.

• وهل الممثلون السوريون أكثر قدرة على التنويع؟

- ربما لأن الدراما ازدهرت في سورية وأصبحت صناعة بكل معنى الكلمة، فإن ذلك يوفّر الكثير من الفرص للممثل السوري.

• لا يمكن إلا أن نتوقف أيضاً عند أهمية صناعة الدراما في مصر؟

- الممثل بيومي فؤاد الذي شارك معنا في مسلسل «الجار للجار» صاحب تجربة متنوعة بين الكوميديا والتراجيديا.

التنويع يرتبط بالممثل نفسه وبما يريده من المهنة، وأين يشعر بأنه سعيد ويحقق نفسه، وهل يناسبه خطٌّ معين أم أنه يريد أن يكون له أكثر من خط.

• وأنت أين تحقق نفسك؟

- في كل عمل صادق يصل إلى الناس. أدوار التراجيديا فيها الكثير من الرسائل. ودور «محمود» الذي قدّمتُه في مسلسل «للموت» يمثل فئة كبيرة من خرّيجي الجامعات العاطلين عن العمل في لبنان، فهو يقوم بالمستحيل من أجل إعالة أهله ويخالف مبادئه بعدما أقفلت الأبواب في وجهه.

هذا الدور كان محور حديث الناس بشكل إيجابي، وهذا الأمر يُفْرِحُني كثيراً. صحيح أنني من خلال الكوميديا أُدْخِل الفرحةَ إلى قلوب الناس، ولكن دوري في «للموت» حمل قضية تمسني أنا شخصياً وتمثّل فئة واسعة من الناس.

• وكيف ستتطوّر الشخصية في الجزء الثاني؟

- لا يمكنني أن أتحدث عن التفاصيل كي لا أكشف العمل، ولكن الصراع سيظلّ مستمراً بين «محمود» وبين حياته والمجتمع والمبادئ والواقع الذي يصطدم به.