عند القيام بعمل والتخطيط للوصول إلى هدف منشود، يجب التركيز والنظر من جميع الزوايا حتى تكون هناك رؤية مناسبة، وخصوصاً إذا كان الأمر مرتبطاً بأجيال واعدة وطاقات شبابية تمثل مستقبل بلدنا الكويت، وأقصد بذلك الطلبة الدارسين في الخارج، ونحن ندرك بالطبع جهود ودور وزارة التعليم العالي، ومكاتبها الثقافية المنتشرة حول العالم، وكذلك دور وزارة الخارجية وسفاراتها المنتشرة أيضاً حول العالم، ولكن هناك وضعاً يحتاج علاجاً ومشكلة تحتاج تدبيراً وإعادة نظر من زاوية مهمة كما ذكرت بضرورة النظر من جميع الزوايا، لذا، فإن العتب بصراحة فيما يخص وضع عدد من الطلاب المبتعثين وأقصد بذلك زاوية مهمة تتطلب التأكيد عليها وهي وعلى سبيل المثال في مدينة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو لماذا لم يتم تخصيص مجمع للطلاب؟! أسوة بالسكن المخصص للطالبات ونحن ندرك خصوصية الوضع بالنسبة لهن.
ولكن يحتاج الطلاب كذلك إلى التوجيه ليس الدراسي فقط بل فيما يخص الإقامة والبيئة المناسبة معيشياً لهم أثناء الدراسة.
ومن المنطقي أن يكون أي جو دراسي ضمن سكن مناسب من العوامل المهمة والتي تساعد على التركيز والتحفيز على الدراسة بعيداً عن التشتت في السكن كل فترة ونقل الأغراض والتغيير بين عقد وعقد والذهاب هنا وهناك وإشغال ذهن الطالب بتدبير وضعه المادي لمواجهة السكن الغالي في بعض الأحياء السكنية هناك أكثر من التركيز على وضعه الدراسي وتفوقه واختباراته وأبحاثه، وتلك الأهم.
لذلك، فإن الأمر يحتاج فقط إلى حسن إدارة وتدبير ومواجهة الغلاء في بعض الأحياء كما ذكرت، والتي لا تكون أسعارها منطقية مقارنة بمخصصات الطلاب الشهرية، وكذلك بعض أصحاب العقارات يرفض التأجير أصلاً للطلاب إن لم يكونوا ضمن عائلة، وقد يكونون محقين من وجهة نظرهم في بعض الحالات، ولكن الوضع بمجمله يحتاج مراعاة لوضع عدد كبير من هؤلاء الطلاب، وأن يتم مساندتهم في هذا المجال وبعيداً عن البروتوكولات واللوائح وبعيداً عن تبادل اللوم.
يجب أن يكون هناك ومن باب التعاون من الجهات الحكومية الكويتية ومكاتبها الموجودة في العاصمة السعودية، أن يتم مثلاً استئجار مجمع أو أكثر، أو عمارة أو مبنى كبير بمواصفات لائقة و بطريقة اتفاق جماعي، ويتم إعادة تأجيره على الطلاب بأسعار معقولة وبإشراف السفارة الكويتية في الرياض، بحيث تتوافر أنشطة ومرفقات في ذلك المبنى تساند وتساعد الطلاب، سواء كانت مرافق رياضية أو ترفيهية واجتماعية أو مكتبة، بحيث يساند ذلك الطلاب أنفسهم على التركيز على الدراسة، وهو الهدف الأساسي لابتعاثهم، حتى يعودوا بإذن الله تعالى لخدمة وطنهم. وما سبق، يجب أن يكون عرفاً ومنوالاً لمساندة الطلبة المبعوثين في مختلف الأماكن حول العالم، والله عز وجل المعين في كل الأحوال. Twitter @Alsadhankw