كشفت كبير البتروفيزيائيين في شركة نفط الكويت فاطمة علاء تقي، أن الشركة قامت وبالتعاون مع قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول، ببيع ما يقدر بـ22 شحنة من النفط الثقيل يقدر سعرها بـأكثر من نصف مليار دولار.

وأضافت تقي في كلمتها، خلال الحلقة النقاشية الافتراضية التي نظمتها العلاقات العامة في وزارة النفط، تحت عنوان «مشروع النفط الثقيل وآخر مراحل تطوره»، أن المشروع من أكبر مشاريع النفط الثقيل على مستوى العالم، وأنه يلعب دوراً حاسماً في دعم وتحقيق إستراتيجية «نفط الكويت» لعام 2040 والوصول لإنتاج 270 ألف برميل يومياً من حقل جنوب الرتقة مستقبلاً، وتحقيق إنتاج 50 ألف برميل يومياً من حقل أم النقا للعام 2030.

وذكرت أن عدد الآبار النشطة حالياً يبلغ 930 بئراً عمودية في حقل جنوب الرتقة، ونحو 122 في حقل أم النقا، مشيرة إلى أن حقل جنوب الرتقة يعتبر من الحقول الحدودية الكبيرة في شمال الكويت إذ تبلغ مساحته 1415 كيلومتراً مربعاً، في حين تبلغ مساحة حقل أم النقا 145 كيلومتراً مربعاً.

وأشارت إلى أن خطط مشروع النفط الثقيل المستقبلية تكمن في استكمال تطوير مشروع النفط الثقيل لحقل أم النقا للمرحلة الأولى بمعدل إنتاج 15 ألف برميل يومياً، وحقل جنوب الرتقة للمرحلة الثانية بمعدل إنتاج 60 ألف برميل يومياً، وأنه بذلك سيكون إنتاج «نفط الكويت» من النفط الثقيل بما يقارب 75 ألف برميل يومياً.

وأفادت بأنه يتم العمل على خطط تطوير حقلي صابرية وبحرة بعد اكتشاف مجموعة من كميات من النفط الثقيل في مكمن فارس السفلي، وتوطين أحدث نظم تكنولوجيا الاستكشاف والإنتاج (الاستخدام الذكي للتكنولوجيا) الخاصة بتطوير الآبار، وتعزيز قدرات العاملين في الشركة لإدارة وإنتاج النفط الثقيل.

وتابعت أن النفط يصنف إلى نفط ثقيل أو خفيف اعتماداً على مقياس الكثافة النوعية ودرجة اللزوجة، وأنه كلما زادت درجة الكثافة النوعية قلت اللزوجة والعكس صحيح.

وأوضحت تقي أن تقنيات استخراج النفط الثقيل في الكويت تتركز في 4 طرق هي التحسين بالحقن الدوري بالبخار، والإنتاج البارد للنفط الثقيل مصحوباً بالرمل، وضخ بالمياه، وضخ المواد الكيميائية.

وبيّنت أن تقنية الحقن الدوري بالبخار تتم عبر 3 مراحل، إذ يتم حقن البخار لفترة زمنية معينة لرفع حرارة المكمن، بما يسمح للبئر بامتصاص الحرارة لفترة محددة على أن يُعاد بعد ذلك إنتاج النفط منه.

ولفتت تقي إلى أن إرسال النفط الثقيل إلى مصفاة الزور عوضاً عن كميات من نفط التصدير الكويتي المستخدم عادة في محطات الكهرباء، يعزّز من القيمة المضافة للدولة، منوهة بأنه وحتى البدء بتشغيل مصفاة الزور يتم حالياً تصدير النفط الثقيل إلى الأسواق العالمية.

الفوائد والتحديات

وعن الفوائد الأخرى لمشروع النفط الثقيل، ذكرت تقي أنها تتلخص في عدة نقاط رئيسية، أبرزها رفع القدرة الإنتاجية للنفط الخام للكويت، عن طريق تطوير احتياطيات نفطية ضخمة وجديدة، وتأهيل الكويت لدخول أسواق عالمية جديدة، وخلق فرص وظيفية جديدة، واكتساب خبرات واستخدام تقنيات جديدة تؤهل العاملين والمسؤولين الكويتيين لتشغيل وإنتاج النفط الثقيل.

وحول تحديات إنتاج النفط الثقيل في الكويت قالت تقي إنها تتلخص في أن المشروع يتطلب أعداداً كبيرة من العمالة الماهرة، وإنه يتم استخدام تقنيات غير تقليدية نظراً للكثير من الصعوبات والتعقيدات ومنها تقنية حقن البخار، مشيرة إلى أن مشروع النفط الثقيل يعتبر الأول من نوعه في الكويت، كما يعتبر من أكبر مشاريع النفط الثقيل على مستوى العالم. تماضر الخالد: حلقات

المشاريع النفطية مستمرة

أكدت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط، الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح، أن مشروع النفط الثقيل يعتبر من أكبر المشاريع النفطية التي تنفذها الكويت في حقل الرتقة، وأكثرها صعوبة فنية لإنتاج 60 ألف برميل يومياً كمرحلة أولى، وتزويده إلى مصفاة الزور للإسهام في إنتاج وقود بيئي منخفض الكبريت وتزويده لمحطات الكهرباء.

وذكرت أن مشروع النفط الثقيل يهدف إلى الاستفادة من الاحتياطات الضخمة، لتحقيق إيرادات نفطية وعوائد اقتصادية كبيرة للكويت مستقبلاً، مشيرة إلى أن زيادة إنتاج النفط الثقيل يعتبر ركيزة أساسية لمستقبل الصناعة النفطية في الكويت، ويأتي ضمن استراتيجية البلاد لرفع الطاقة الإنتاجية للوصول إلى 4 ملايين برميل يومياً، مشددة على أن الوزارة مستمرة بعقد الحلقات النقاشية للتعريف بالمشاريع النفطية.