حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، من ظهور تحديات حديثة في العالم المعاصر «تختلف جذرياً عن سابقاتها وتتطلب مراجعة آليات الحوكمة المتوافرة لدى المجتمع الدولي».

وصرح شكري، خلال مشاركته في جلسة عقدت تحت عنوان «تعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول» ضمن أعمال مؤتمر «حوار المنامة»، بأن «تحديات اليوم تختلف جذرياً عن تلك التي كانت في الماضي، وهي ليست محدودة بحدود دول ومعقدة جداً».

ودعا المجتمع الدولي، بهدف مواجهة التحديات المعاصرة المتغيرة المتعددة، إلى دراسة تطوير وتعديل آليات الحوكمة المتوافرة لديه، لافتاً إلى «نموذج التعددية، ورغم إحرازه بعض النجاحات، أخفق في تحقيق عدد من الأهداف الملحة في المنطقة، منها حل القضية الفلسطينية والقضاء على الأسلحة النووية وتسوية نزاعات مسلحة ومكافحة تغيرات المناخ، بالإضافة إلى توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا» المستجد.

وأشار شكري في هذا الصدد إلى أن «نموذج حق الفيتو داخل الأمم المتحدة لم يخضع لأي مراجعة منذ أربعينات القرن الماضي»، لافتاً من جانب آخر إلى أن الدول الأفريقية «تتغير على وجه السرعة ما يؤثر على توازن القوى في العالم».

في سياق آخر، شددت مصادر مصرية على أهمية «اللقاء الرباعي» لوزراء خارجية مصر، قبرص، فرنسا واليونان، الذي عقد في أثينا، الجمعة، وقالت لـ «الراي»، إنه «خطوة مهمة في التشاور حول الأمن والمصالح في المتوسط، والمنطقة العربية».

وأورد «بيان أثينا»، أن الوزراء ناقشوا التطورات في ضوء التحديات المتعددة التي تؤثر على السلام والاستقرار والأمن، واشاروا إلى العلاقات الممتازة التي تجمع دولهم، بما يتوافق مع القانون الدولي وقانون البحار، وعلى الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات، وأكدوا ضرورة منح الأولوية لدفع السلام والاستقرار، إقليمياً ودولياً، وللتنمية الاقتصادية الشاملة، بما يتوافق مع الإطار القانوني القائم متعدد الطرف.

وفي ملف سد النهضة الإثيوبي، أكد شكري، السعي للتوصل إلى اتفاق ملزم، يضمن مصالح الدول الثلاث، مصر، السودان وإثيوبيا.

من جانبه، جدد وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي، التحذير من أن أي نقص في المياه ستعاني منه مصر نتيجة لتحركات إثيوبيا الأحادية، «سيؤثر سلباً على الأمن الإقليمي والدولي».