نشرت وسائل إعلام عبرية، أمس، معلومات سرية تم الكشف عنها، حول مخطط لـ«حزب الله» لاغتيال ضابط إسرائيلي سابق، في كولومبيا التي قامت باعتقال عنصرين من الحزب قبل نحو شهرين، وترحيلهما من الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» عبر موقعها الإلكتروني، نقلاً عن وزارة الدفاع الكولومبية، أنه خلال اجتماعات عدة عقدها مسؤولون كولومبيون مع وكالات استخبارات مختلفة، أكدوا أنّ «هناك مخاوف في شأن وجود حزب الله في فنزويلا وعلاقته بالجماعات الإرهابية وتمويلها».

وكشف موقع «كيكار» الإسرائيلي، أنّ ضابط استخبارات سابقا كان هدفاً لعناصر «حزب الله» قبل نحو شهرين، وتم نقله إلى تل أبيب في عملية سرية، بعد ما قدم مسؤولو وزارة الخارجية المعلومات لوزارة الدفاع الكولومبية.

وأعلنت كولومبيا على لسان وزير الدفاع دييغو مولانو، الأحد، أنها تراقب أنشطة «حزب الله» على أراضيها، حيث تتّهم الحزب الموالي لإيران بالقيام بـ «أنشطة اجرامية».

وصرح مولانو في مقابلة مع صحيفة «إل تييمبو»، «منذ شهرين، اضطررنا للتعامل مع وضع أرغمنا على إنشاء عملية لتوقيف وترحيل مجرمَين مفوّضَين من حزب الله كانت لديهما نيّة ارتكاب فعل جرمي في كولومبيا».

في سياق آخر، أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، ووزير الدفاع بيني غانتس، للجيش، بتكثيف الاستعدادات لشن هجوم عسكري في «الدائرة الثالثة»، أي ضد إيران بالأساس، حسب ما أورد تقرير للمحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أمس.

ورصدت الحكومة ميزانية خاصة للجيش بمليارات الشواقل، قبل المصادقة على ميزانية الدولة، من أجل هذه الاستعدادات، وتحسين قدرات سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية ومنظومات عسكرية أخرى.

وبحسب التقرير، فإنه خلال العام الأخير «أخذت تتضح في إسرائيل الصورة الاستخباراتية في شأن وتيرة التقدم الإيراني في تجميع اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة وحجم الانتهاكات التي مارستها طهران».

وأشار إلى أنه على هذه الخلفية، يتهم بينيت، سلفه بنيامين نتنياهو، بإهمال الخيار العسكري ضد البرنامج الإيراني منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من الاتفاق النووي.

وتابع التقرير أنه في الجيش الإسرائيلي باتوا يعترفون بأن القدرات الهجومية ضد إيران تراجعت منذ توقيع الاتفاق المرحلي بين الولايات المتحدة وإيران، في العام 2013، قبل سنتين من الاتفاق النووي الدائم.

وأضاف هرئيل أنه يصعب رؤية إسرائيل تهاجم وحدها طهران في حال التوقيع على اتفاق نووي جديد، «لكن هذه القدرات سيتم تحسينها استعداداً لاحتمال اختراق إيراني لصنع سلاح نووي، من خلال الوضع الحالي أو خرق الاتفاق المقبل».

وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي منشغل حالياً في عدد كبير ومكثف من التدريبات في جبهات مختلفة، «وقسم كبير منها يوصف بأنه تحذير كهذا أو ذاك لإيران. والولايات المتحدة، التي ترسل قوات للتدريبات في المنطقة، تبث بذلك دعماً لإسرائيل، وأصدقائها في الشرق الأوسط. كما أن الإيرانيين يستعرضون عضلات هنا وهناك، بواسطة مناورات عسكرية». ولفت هرئيل إلى وجود تخوف في الجيش من نقل منظومات مضادة للطائرات إلى لبنان.

واعتبر التقرير أن هذه التدريبات الإسرائيلية تجري في «جبهات ثانوية»، مقارنة بالجبهة الأساسية الإستراتيجية، في إشارة إلى المحادثات حول الاتفاق النووي، التي أعلنت إيران أنها ستعود إليها نهاية الشهر الجاري. وتعبر تل أبيب عن عدم ارتياحها، وحتى عن قلقها، من الموقف الأميركي من هذه المحادثات، وتعتبر أن اهتمام الولايات المتحدة الوحيد هو التوصل إلى حل ديبلوماسي وترفض ممارسة القوة ضد إيران.

وفي هذا الإطار، قرر بينيت، مقاطعة المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، الذي وصل إلى إسرائيل، لإجراء محادثات قبل استئناف محادثات فيينا في 29 نوفمبر.

ويرفض بينيت لقاء مالي كي لا يبدو كمن يمنح شرعية للعودة إلى الاتفاق النووي، حسب ما ذكر موقع «واينت» الإلكتروني. وفيما تدعي مصادر مقربة من بينيت أنه ليس ملزما لقاء مالي لأن الأخير ليس وزيراً، إلا أن وزراء إسرائيليين رأوا أن بينيت يرتكب خطأ بعدم لقائه.

وبحسب هرئيل، فإن «التدريبات الكثيرة لا تعكس قلقاً محدداً من حرب قريبة، وإنما إدراكا في قيادة الجيش بوجود حاجة إلى تحسين القدرات، على خلفية مصاعب في الميزانية ووباء كورونا، اللذين ألحقا ضرراً بالتدريبات، خصوصاً في وحدات قوات الاحتياط».

وأضاف أنه «وفقاً لسلم أولويات هيئة الأركان العامة، وبمصادقة المستوى السياسي، قطاع غزة لا يحتل مكاناً مركزياً خاصاً رغم جولة القتال في مايو الماضي».

وتسعى إسرائيل في هذه الأثناء إلى «تهدئة حكم حماس بواسطة تسهيلات اقتصادية وإصدار تصاريح لدخول عمال وتجار للعمل في إسرائيل».