أنهت قوات الجيش العراقي عملية انتشار واسعة داخل العاصمة بغداد، أمس، عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ليل السبت - الأحد.
وبحسب مصادر سياسية، فإن إنهاء عملية الانتشار جاء عقب اجتماع الإطار التنسيقي للقوى الشيعية برئيسي الوزراء الكاظمي والجمهورية برهم صالح، بالإضافة إلى رئيس مجلس القضاء فالح زيدان.
وأفضى الاجتماع إلى اتفاق تهدئة وعدم تصعيد في المرحلة الراهنة بين مختلف الأطراف.
ويضم الإطار التنسيقي كتلاً سياسية، أبرزها ائتلاف دولة القانون، وتحالف قوى الدولة، وتحالف الفتح، وحركة عطاء، وحزب الفضيلة.
ونجا الكاظمي من محاولة اغتيال بواسطة طائرات مُسيرة مفخخة استهدفت منزله، في واقعة هزت المنطقة.
واعتبر مراقبون الهجوم تصعيداً كبيراً وسط توتر أثاره رفض الميليشيات المدعومة من إيران قبول نتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في أكتوبر الماضي.
لكن زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، قال إن هناك شكوكاً في رواية محاولة الاغتيال، معتبراً أن ذلك يدفع لعدم الاطمئنان للرواية الحكومية الرسمية.
وأعلن في حديث لـ «الجزيرة»، أنه يميل إلى فرضية الطرف الثالث في محاولة الاغتيال، بتنفيذ إسرائيلي وتنسيق أميركي.
وطالب بأن يكون هناك تحقيق فني ودقيق يبحث عن الأدلة، معتبراً أن استهداف منزل رئيس الوزراء يعني استهداف المنظومة السياسية والدولة العراقية.
ورفض الخزعلي الاتهامات التي تساق في شأن ضلوع فصائل عراقية في محاولة الاغتيال «لذلك طلبنا تحقيقاً موثوقاً».
وعن نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في 10 أكتوبر الماضي، قال الخزعلي إن «النتائج غير المنطقية للانتخابات تدفعنا للاعتقاد أنها برمجت لتغليب طرف بفارق كبير».
وأوضح أن المطالبة بإعادة الانتخابات لا تزال قائمة بسبب ما رافقها من تلاعب، وأكد رفضه الاعتراف بنتائجها، وحذر من أن ذلك قد يدفع العديد من القوى إلى مقاطعة العملية السياسية برمتها.
وعبرت دول ومنظمات عدة عن إدانتها لمحاولة الاغتيال، مبدية دعمها للعراق في التصدي للإرهابيين.
وأمس، دان البابا فرنسيس، «الهجوم الإرهابي المُشين».
وقال أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في برقية أُعلنت في بيان نشره الكرسي الرسولي أمس،«بعد الهجوم على مقرّ إقامتكم، يوكلني قداسة البابا فرنسيس بنقل تعاطفه عبر الصلاة لكم ولعائلتكم وللجرحى».
وأضاف أن البابا الذي قام بزيارة تاريخية للعراق في مارس الماضي، يُدين«الهجوم الإرهابي المشين» ويصلّي لكي «يتحلّى الشعب العراقي بالحكمة والقوة لمتابعة مسيرة السلام من خلال الحوار والتضامن الأخوي».