ذكر الأمين العام لمنظمة أوابك، علي سبت بن سبت، أن الدول الأعضاء في منظمة أوابك شهدت تطورات مهمة في الصناعة البترولية بشكل عام، وصناعتي التكرير والبتروكيماويات بشكل خاص، وذلك من خلال تطوير المنشآت القائمة، وبناء منشآت جديدة تستخدم فيها أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية من تقنيات متطورة تساهم في النهوض بأداء الصناعة، وتعزيز قدرتها التنافسية لتصبح أحد أهم مراكز تصدير المنتجات البترولية والبتروكيماوية العالية الجودة إلى الأسواق العالمية.
وفي كلمة للأمين العام خلال افتتاحه فعاليات الاجتماع الأول لخبراء الصناعات البترولية اللاحقة في الدول الأعضاء بمنظمة أوابك، الذي عقد اليوم (عبر تقنية الاتصال المرئي)، بمشاركة مجموعة من الخبراء من الدول الأعضاء بالمنظمة، قال بن سبت إن إجمالي الطاقة التكريرية في الدول الأعضاء في منظمة «أوابك» سجل زيادة غير مسبوقة خلال العقد الماضي من حوالي 6.9 مليون برميل في اليوم إلى 8.52 مليون برميل في اليوم خلال الوقت الحالي، بزيادة بلغت نسبتها حوالي 23.5% من إجمالي الطاقة التكريرية لدول أوابك. وجاءت هذه الزيادة نتيجة تشغيل مصفاتين جديدتين في المملكة العربية السعودية هما مصفاة الجبيل (ساتورب)، ومصفاة ينبع (ياسرف)، كما يجري حالياً اختبارات التشغيل الأولي لمصفاة جديدة في منطقة جازان، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تم تشغيل مصفاة «الرويس -غرب». كما يتوقع أن يرتفع إجمالي الطاقة التكريرية في الدول الأعضاء في منظمة أوابك إلى 11.24 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2025، وذلك نتيجة مشاريع التوسعة والتطوير الجاري تنفيذها حاليا للمصافي القائمة، إضافة إلى إنشاء عدد من المصافي الجديدة، كمشروع الوقود النظيف في دولة الكويت.
واستعرض الأمين العام في كلمته، التطورات الحالية في صناعة البتروكيماويات في الدول الأعضاء بمنظمة أوابك، حيث ارتفعت طاقة إنتاج الإيثيلين من 13.8 مليون طن في السنة عام 2000 والتي مثلت نحو 10.32% من إجمالي طاقات إنتاج الإيثيلين في العالم لتصل إلى 25.8 مليون طن في السنة عام 2020 لتمثل نحو 15.2 في المئة من إجمالي طاقات إنتاج الإيثيلين في العالم.
وأكد أن الدول الأعضاء في منظمة أوابك قد أولت اهتماما ً بالغاً بقضايا الصحة والسلامة والبيئة، وتطبيق أفضل الممارسات التي تضمن حماية المنشآت البترولية والحد من وقوع الحوادث الخطرة والحفاظ على سلامة الإنسان والبيئة، إضافة إلى الاهتمام بتنمية مهارات وقدرات العاملين في قطاع الصناعة البترولية، من خلال تنظيم الدورات التدريبية المستمرة، والاهتمام بالموارد البشرية، باعتبارها إحدى أهم الثروات الوطنية المحركة لدوران عجلة النمو الاقتصادي.
ولفت إلى الجهود المبذولة لدى الدول الأعضاء في منظمة «أوابك» في مجال تعزيز أنشطة البحث العلمي لابتكار تقنيات جديدة قادرة على تحسين أداء الصناعة البترولية، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الكبيرة التي تعترضها، وتمكينها من إنتاج مشتقات بترولية ذات مواصفات مطابقة للمعايير العالمية، إضافة إلى تطوير فرص ترشيد استهلاك الطاقة، والوصول إلى إنتاج طاقة نظيفة صديقة للبيئة.
وقد شهد الاجتماع الأول لخبراء الصناعات البترولية اللاحقة في الدول الأعضاء بمنظمة أوابك، استعراض عدد من الأوراق الفنية من المشاركين بالإضافة إلى ورقتين فنيتين من الأمانة العامة لمنظمة أوابك، تم من خلالها استعراض أنشطة صناعتي التكرير والبتروكيماويات، والمشروعات المستقبلية في عدد من الدول الأعضاء، وانتهى الاجتماع بعدد من التوصيات، أهمها:
• الاستفادة من المقومات التي تمتلكها الدول الأعضاء في منظمة "أوابك" في تعزيز القدرة التنافسية لصناعة التكرير في الأسواق العالمية، والتي من أهمها توفر النفط الخام والغاز الطبيعي، والبنية التحتية المتطورة، والأيدي العاملة الماهرة، والموقع القريب من أسواق الاستهلاك الواعدة.
• العمل على تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجال تحسين كفاءة الإنتاج في صناعة التكرير والبتروكيماويات وتمكينها من مواجهة التحديات التي تعترضها، والارتقاء بأدائها إلى المستويات المنشودة.
• ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في مجال تحسين الأداء والإنتاجية بين كل من مصافي النفط ومنشآت إنتاج البتروكيماويات، ومراكز البحث العلمي الدولية والعربية، وشركات النفط العالمية والوطنية.