لفتت الفنانة المغربية جيهان خماس الأنظار إليها من خلال شخصية «لولوة» التي تجسدها في مسلسل «حكايتي»، الذي تقدم فيه دور الراقصة التي عاكستها الظروف، ولكن المجتمع يرفض تقبُّلها عند إعلان توبتها.

شماس تحدثت عن دورها في «حكايتي» وعن الدراما اللبنانية في هذا الحوار مع «الراي»:

• تَمَيَّزْتِ بدور «لولوة» في آخر أعمالك «حكايتي»، وكأن الدور كُتب لك خصيصاً. فهل تعتبرينه أفضل أدوارك؟

- شخصية «لولوة» ستبرز أكثر في الحلقات المقبلة، والناس سيتعاطفون معها. ولمَن يسألني لماذا تشاركين كضيف شرف في المسلسل، أقول انتظِروا تَطَوُّرَ الدورِ في الحلقات المقبلة، إذ ستحصل أشياء تمسّني شخصياً. وما حصل مع «لولوة» في المسلسل، حصل معي أنا أيضاً في الحياة.

لن أستبق الأحداث، ومع الوقت سيكتشف المُشاهد لماذا اخترتُ هذه الشخصية.

• وهل تَطابُق الأحداث في المسلسل مع حياتك الشخصية هو الذي دَفَعَكِ لقبول الدور؟

- بل إن هذا الأمر حصل خلال التصوير، وهي كانت صدفة غريبة جداً.

• وهل لهذه الصدفة علاقة لوفاة والدتك؟

- لن أقول شيئاً.

• شاركتِ في أعمال عدة، من بينها «لو»، «باشا»، «أصحاب 3»، «كل الحب كل الغرام» وسواها، فهل ترين أنك نلتِ ما تستحقينه كفنانة؟

- أنا من الأشخاص الذين يفضّلون صعود السلّم درجة وراء درجة، وأؤمن بأن مَن يتعب ويصبر ويتروى، لا بد وأن يصل إلى ما يسعى إليه. أما مَن يقفز قفزات سريعة، فيبقى مكانه أو يتراجع. أعيش في لبنان منذ العام 2006 وبدأتُ أحصد حالياً نتيجة ما زرعتُه.

• ولكن البعض بدأ بأدوار البطولة ومستمرّ فيها حتى اليوم؟

- «يعطيهم ألف عافية». الحظ يساعد أحياناً، وكل إنسان ينال رزقه. مع أنني أعيش في لبنان وأتحدث لهجته ومختلِطة بمجتمعه، ولكن عندما يُطرح اسمي في شركات الإنتاج يقال «المغربية! ليش اللبنانيي من شو بيشكوا». الحمد لله أنني تمكّنتُ من تكوين صداقات ولديّ الكثير من الزملاء الذين يعتبرونني واحدة منهم.

• وهل يزعجك أن يقال عنك «المغربية»؟

- بل أفتخر بذلك. في بلدٍ يقال هذا مسيحي وذاك مسلم، لن يتوقف الأمر على القول سوري ومصري ومغربي. أعيش في لبنان وابني لبناني.

• اللافت أن غالبية تجاربك التمثيلية لبنانية وقليلة هي الأعمال المشتركة التي شاركتِ فيها؟

- أول دور تمثيلي لي كان في مسلسل «لو»، وهو عمل مشترك. أما مسلسل «الباشا»، فهو عمل لبناني شارك فيه الفنان القدير رشيد عساف. وبالنسبة إلى باقي المسلسلات التي شاركتُ فيها، فكلها لبنانية.

• وهل هذا يعني أنه لم تعرض عليك المشاركة في أعمال مشتركة أم أن ما عُرض عليك منها لم يعجبك؟

- بل تلقيتُ الكثير من العروض من شركات مهمة، ولكنني اعتذرتُ عنها لأنني كنت ملتزمة بأعمال أخرى.

عندما أرتبط بعمل، لا يمكن أن أتراجع حتى لو لم أكن قد باشرتُ بتصويره، عدا عن أن هناك أدواراً لم تعجبني.

بالنسبة إليّ، تركيبة العمل هي التي تخدم الممثل وليس الشركة المُنْتِجة له، وأنا صورت «حكايتي» مع شركة «مروى غروب»، وهي شركة جيدة تنتج أعمالاً لبنانية وصامدة رغم كل الظروف. كما تعاونتُ مع شركة «فينيكس» التي لاتزال مستمرة أيضا في إنتاج الدراما اللبنانية. إذا تخلينا جميعاً عن الدراما اللبنانية، فإننا بذلك ندفنها بأيدينا.

• يبدو أنك وطنية أكثر من الممثلين اللبنانيين؟

- تعلّمتُ الوطنية منذ أن ولدتُ في المغرب، والبلد الذي أعيش فيه يصبح بلدي ووطني.

• اللافت أن الممثلين اللبنانيين يعلنون حرصهم على الدراما اللبنانية ولكنهم يشاركون في الدراما المشتركة؟

- مع احترامي لكل الممثلين اللبنانيين، فهم لا يشاركون بالدراما اللبنانية لأنهم لا يقبلون بظروفها ويرفضون التضحية، وأنا أزعل لأن الوطنية غير موجودة على أرض الواقع، بل على «تويتر» فقط.

لبنان بلد جميل ويستحق التضحية، وأنا متأكدة أن مَن يقولون إنهم لا يغادرون لبنان لأنهم وطنيون، فإنهم يفعلون ذلك ويغادرونه في أول طائرة عندما تتاح الفرصة أمامهم.

شركات الإنتاج اللبنانية تبحث عن ممثلين لبنانيين من تحت الأرض، ولكنهم يرفضون بسبب الظروف التي نعمل فيها، وقلّة هم الممثلون الذين يقبلون المشاركة بالدراما اللبنانية، وهؤلاء يحبون الفن ويحترمون تواضع الشركات اللبنانية، بعيداً عن الغرور والاستعلاء.

• ولكن هناك تفاوت في الأجور بين العمل اللبناني والعمل المشترك؟

- وهل من يمثلون في الدراما المشتركة يملكون الملايين!

• البعض منهم؟

- «الله يزيدهم». لا شيء يمنع الممثل الذي يكسب الملايين من أن يضحي قليلاً وأن يشارك بمسلسل لبناني، خصوصاً إذا كان نجم صف أول ومعروف عربياً لأنه بذلك يساهم في تسويق المسلسل اللبناني في الأسواق العربية.

ولكن عندما يُعرض عليه دور في عمل محلي، يكون سؤاله الأول مَن سيشاركني البطولة، ويعترض على الأسماء لأنها لا تعجبه.

وأنا أسأله «أنتَ مين، ومين كنت في بدايتك! أنت كنتَ شخصاً مغموراً أتيحت لك فرصة معينة، فلماذا لا تفعل الشيء نفسه مع الأسماء الجديدة؟».

في مسلسل «حكايتي»، هناك ممثلون يلعبون أدواراً أساسية ومهمة مع أنها الأولى في مسيرتهم، وبينهم ريتا كميد في دور «سارة» والتي تجيد التمثيل إلى حد كبير.

• في الأساس غالبية النجوم انطلقوا مع مروان حداد؟

- لكنهم ينسون بسرعة لمَن يعود الفضل ويتكبرون على مَن وقف وراء نجاحهم. مروان حداد له دور كبير في إطلاق فنانين أصبحوا اليوم نجوماً لامعين في الدراما العربية، وهو مستمر في إطلاق الأسماء الجديدة.

• وهناك مَن يشارك في الدراما اللبنانية على أمل المشاركة في الدراما العربية لاحقاً؟

- وهذا ليس خطأ. عندما يُعرض عليّ عمل مشترك وأجد أنه يضيف إلى تجربتي، فلن أرفضه، والأمر نفسه ينطبق على عرض من شركة إنتاج لبنانية للمشاركة في مسلسل محلي.

لا أتكبّر ولا أنسى الأشخاص الذين مدوا لي يد المساعدة.