في عهد المؤامرات البلاغية، البكماء النطق والقوية كتابياً، في عصر لغة الإنترنت والتقييم البشري القائم على مبدأ المعيار الذي لا معيار له سوى مزاجية البشر، وبطش البشر، وحقيقة البشر، في جورهم مع بعض.
ظهر ما اسميه أنا (نومنية الأسبوع)، وهي ظاهرة إنترنت خطيرة جداً... تكمن في أخذ شخصية مشهورة أخطأت بكلمة أو ظهرت بصورة لم تعجبهم، أو فاتها لفظ، أو سقطت سهواً منها كلمة... أن تدخل دوامة هجومية من القصف الكلامي الحاد والتجريح المبالغ فيه، والنكات قليلة الاحترام، ناهيكم عن تركيب الفيديوات المخلة للذوق العام والمسيئة للنظر.
المضحك (هنا) أن الجميع يفعل هذا الشيء بأعداد تفوق نصف المجتمع، وهذا مؤشر خطير جداً، يدل على خلل عميق في التقبل، ومشكلة مع الذات، يسقطونها على الشخص، وهو انعكاس للدمار الفكري والعقلي لهم.
إلا أن القضية لا تقف (هنا)، بل تتوقف لتغوص لأعمق من ذلك بكثير، لحالة لم ينتبهوا لها أولئك المجرمون.
حقيقة (ماذا لو)؟
ماذا لو انتحر ذاك المشهور نتيجة ضغطكم النفسي عليه؟
ماذا لو أصيب أحد أبنائه أو عائلته بانهيار نفسي من تعليقاتكم المسيئة؟
ماذا لو بكى خلف الشاشات حرقة، وقهراً منكم فدعت دموعه عليكم ؟
ماذا لو انحرف لأنه لم يجد في الأمور التي تمنى الوصول لها دعماً وتأييداً وإن كان يحتاج التعديل؟
ماذا لو أخذ جرعة كوكايين من شدة الألم؟
أو حرق نفسه من ألمه الشديد؟
ماذا لو... قفوا عندها.
( مجرمو الشاشات الإلكترونية )... راجعوا إنسانيتكم فيها.
ماذا لو فعل أي من تلك الأمور؟
ماذا ستكون ردة فعل المهاجمين والمتذمرين والمعارضين الذين لو نأخذ واحداً واحداً (منهم) ليؤدوا ما أداه، أو يتكلموا مثله، لكانوا مضحكين أكثر... وأخصب للاستهزاء منه.
من المجرم هنا... (المتنمر)، (المهاجم)، (صاحب الحروف الأبجدية المسيئة ) والتي كسرت (قلب ) وقهرت (أم ) وفجعت (زوج ) وأهانت (ابن )؟
حروفك مسؤليتك... وقهر الناس.
هي إنسانيتك... ولا تنسى أن الحياة لا مفر منها من دفع الثمن.
وتذكر جيداً أن مجرمي الإنترنت، هم المجرمون الذين لم يتعرف عليهم القانون بعد... كمدانين حقيقيين، إلا أن القدر يعرف كيف يصفي حساباته معهم.
Twitter،Insta; @drnadiaalkhaldi