لفت الرئيس التنفيذي للمجموعة بالتكليف في «بيتك» عبدالوهاب الرشود إلى أن «بيتك» نجح في تحقيق نتائج مالية قوية خلال فترة التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2021، رغم التحديات التي أفرزتها تداعيات جائحة فيروس كورونا على البيئة التشغيلية محلياً وعالمياً.

وأكد خلال مؤتمر المحللين لنهاية الربع الثالث من عام 2021 أن «بيتك» يتمتع بنسب سيولة عالية وقاعدة رأسمالية متينة تدعم نمو الأعمال والالتزام بالمتطلبات الرقابية، إضافة إلى مواصلة تحسين جودة الأصول وتطوير سياسات المنح الائتماني ونظم الحوكمة ضمن أفضل الممارسات، مشيراً إلى دور «بيتك» في الاستدامة عبر «الصكوك الخضراء» (green Sukuk)، حيث نجح البنك في ترتيب عملية إصدار صكوك الاستدامة لصالح «بيتك-تركيا» بقيمة 350 مليون دولار، وهو الإصدار الأول من نوعه لصكوك مستدامة الذي يتم إصداره من قبل مؤسسة مالية إسلامية، والأول عالمياً لصكوك مستدامة للشريحة الثانية لرأس المال.

وذكر الرشود أن «بيتك» نجح في عملية إصدار صكوك مضاربة للشريحة الأولى من رأس المال لـ«بيتك» بقيمة 750 مليون دولار، مبيناً أن الإصدار تاريخي ويعتبر الأكبر من حيث الحجم على مستوى الكويت، حيث بلغ حجم الطلبات على الإصدار نحو 3 أضعاف الحجم المستهدف، متجاوزاً ملياري دولار.

وشدد على مضي «بيتك» قدماً في الدور الوطني الرائد عبر دعم وتمويل المشاريع الحكومية التنموية، وتقديم مجموعة واسعة من الحلول المصرفية والتمويلية للشركات والأفراد وقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، منوهاً إلى أن المحفظة التمويلية لـ«بيتك» تتميز بتنوعها لتشمل قطاعات حيوية مختلفة، بما فيها الطاقة والماء والكهرباء والبنية التحتية والإنشاءات.

الأداء المالي

من جانبه، استعرض رئيس المالية للمجموعة شادي زهران، الأداء المالي لمجموعة «بيتك» كما في نهاية التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2021، قائلاً: «بلغ صافي أرباح المجموعة للمساهمين (بعد الضريبة) 168.1 مليون دينار بزيادة 66.9 مليون دينار أو 66.1 في المئة مقارنة بـ101.2 مليون عن التسعة أشهر الأولى من عام 2020».

وأرجع زهران ارتفاع الأرباح إلى انخفاض المخصصات التي قابلها انخفاض في إيرادات الاستثمار وصافي إيرادات التمويل، مضيفاً أن صافي إيرادات التمويل شهد انخفاضاً بمبلغ 7.5 مليون دينار أو (1.7 في المئة) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث يعود ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع تكلفة التمويل.

وأوضح أن السبب الرئيسي في زيادة تكلفة التمويل بنحو 6.5 مليون أو (3 في المئة) يعود إلى الشركة التابعة في تركيا «بيتك-تركيا» نتيجة لآثار الزيادة في سعر الخصم من قبل البنك المركزي التركي، حيث بلغ سعر الخصم المعلن من البنك المركزي التركي كما في سبتمبر 2021 نسبة 18 في المئة مقارنة بـ10.25 في المئة في سبتمبر 2020.

وأفاد زهران بأن صافي الإيرادات التشغيلية انخفض إلى 364.3 مليون دينار بتراجع قدره 37.5 مليون دينار أو بنسبة (9.3 في المئة) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، عازياً هذا الانخفاض بشكل رئيسي لتراجع إيرادات الاستثمار بمبلغ 34.2 مليون دينار، فيما نتج انخفاض إيرادات الاستثمار بشكل رئيسي بسبب الخسائر المتكبدة بسبب معاملات المشتقات الإسلامية (وتشمل بشكل رئيسي معاملات مبادلات العملات والسلع) التي تمت من قبل «بيتك-تركيا» والتي قابلتها جزئياً زيادة في إيرادات استثمار أخرى.

وبيّن أنه رغم الانخفاض في صافي إيرادات التمويل إلا أن مساهمة صافي إيرادات التمويل إلى الإيرادات التشغيلية زادت من 72 إلى 75 في المئة بسبب انخفاض إيرادات الاستثمار، مشيراً إلى أنه بالنسبة لـ«بيتك-الكويت» فإن نسبة التكلفة/الدخل البالغة 30.65 في المئة مازالت أقل من كل من نسبة متوسط البنوك الإسلامية المحلية البالغة 43.2 في المئة، ونسبة متوسط البنوك التقليدية المحلية البالغة 40.6 في المئة (التي تم احتسابها من البيانات المالية السنوية الصادرة للنصف الأول من 2021).

الأصول المدرة

وأضاف زهران «زاد متوسط الأصول المدرة للربح بنسبة 5.4 في المئة مقارنة بالسنة المالية 2020 و6.1 في المئة لمدة 12 شهراً مقارنة بسبتمبر 2020، حيث نتج ذلك بشكل رئيسي عن النمو في مديني التمويل (ارتفع متوسط مديني التمويل بـ0.6 مليار دينار مقارنة بعام 2020 وبـ1 مليار دينار مقارنة بالتسعة أشهر الأولى من 2020)»، موضحاً أنه في ما يتعلق بالمخصصات وانخفاض القيمة، انخفض إجمالي انخفاض القيمة للمجموعة بنحو 127.7 مليون دينار أو 52 في المئة لتصل إلى 118.2 مليون دينار للتسعة أشهر الأولى من 2021، فيما استمرت المجموعة باتباع الأسلوب الاحترازي في شأن المخصصات وسجلت مخصص احتياطي عام.

وبيّن زهران أن مستوى مخصصات الائتمان الحالي المسجل في دفاتر مجموعة «بيتك» كما في 30 سبتمبر 2021 يتجاوز خسائر الائتمان المتوقعة وفقاً للمعيار الدولي للتقارير المالية-9 (طبقاً لمتطلبات بنك الكويت المركزي) بنحو 314 مليون دينار، لافتاً إلى أن إجمالي للأصول البالغ 22 مليار دينار زاد بـ0.5 مليار أو 2.2 في المئة للتسعة أشهر الأولى من 2021، في حين زاد «مدينو التمويل» إلى 11.3 مليار دينار بنمو 5.6 في المئة.

ونوّه إلى تحقيق نمو في مديني التمويل لكل من قطاعي الشركات والأفراد في الكويت، مقابل تراجع بسيط في مديني التمويل في تركيا بسبب انخفاض سعر الليرة، مشيراً إلى أن النمو الكلي في مديني التمويل بعد استبعاد الآثار الناجمة عن انخفاض الليرة التركية بلغ نحو 8.3 في المئة، فيما حافظت الاستثمارات في الصكوك على مستواها المسجل في 2020 نفسه، إذ بلغت 2.7 مليار دينار.

وتابع زهران «بلغت الودائع 16 مليار دينار في التسعة أشهر الأولى من 2021 بزيادة 0.7 مليار أو 4.5 في المئة مقارنة بمستواها في 2020، كما بلغ معدل النمو في الودائع بعد استبعاد آثار انخفاض الليرة التركية 5.9 في المئة»، مؤكداً أن المجموعة تمكنت من المحافظة على مستوى جيد من تركيبة الودائع، حيث تظهر المساهمة الجيدة من ودائع الحسابات الجارية وحسابات التوفير بنسبة 53 في المئة من إجمالي ودائع المجموعة كما في نهاية التسعة أشهر الأولى من 2021 مقارنة بزيادة 52.4 في المئة كما في سبتمبر 2020، وبلغت نسبة ودائع العملاء إلى إجمالي التمويل 84.9 في المئة، ما يعكس جودة مكونات وقوة مستويات السيولة.

البيئة التشغيلية

بدوره، استعرض رئيس الإستراتيجية للمجموعة المهندس فهد المخيزيم البيئة التشغيلية في الكويت مع عرض عام عن «بيتك» وإستراتيجيته، قائلاً إن برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا في الكويت بدأ في ديسمبر 2020، وفي أواخر سبتمبر الماضي تلقى أكثر من 60 في المئة من السكان الجرعة الأولى.

ورجّح أن تظهر الفوائد الاقتصادية الرئيسية للتغطية العالية للقاحات في الربع الأخير من عام 2021، موضحاً أنه وفقاً لآخر التوقعات لصندوق النقد الدولي، سيستمر الاقتصاد الكويتي في التعافي بعد تفشي الوباء في 2022 بنمو نسبته 4.3 في المئة، مدعوماً بالظروف الاقتصادية الخارجية وارتفاع أسعار النفط العالمية.

وبالنسبة لأسعار الفائدة، لفت المخيزيم إلى أن بنك الكويت المركزي أبقى سعر الفائدة عند 1.5 في المئة بعد التخفيض الأخير بمقدار 100 نقطة أساس في 16 مارس 2020، مضيفاً «علاوة على ذلك، يتمتع (بيتك) بجدارة ائتمانية عالية، إذ أكدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تصنيف بيت التمويل للمُصدر طويل الأجل عند (A +) مع نظرة مستقبلية سلبية نتيجة مراجعة التوقعات على 11 مصرفاً كويتياً إلى سلبية من مستقرة، وذلك بعد إجراء مماثل في شأن التصنيف السيادي للكويت في فبراير 2021، ومنحت وكالة موديز تصنيف الودائع طويلة الأجل (A2) مع نظرة مستقبلية مستقرة».

وتابع «إضافة إلى ذلك، تم اختيار مجموعة (بيتك) أخيراً كأفضل مؤسسة مالية إسلامية في العالم من قبل مجلة غلوبال فاينانس العالمية، وأفضل بنك في الشرق الأوسط والكويت من قبل (ذا بانكر)، وأفضل بنك محلي في الكويت من قبل(AsiaMoney)»، مؤكداً أن «بيتك» يواصل لعب دور محوري في الاقتصادات المحلية والإقليمية التي يعمل من خلالها.

469 مليون دينار نمواً بالأصول

أفاد الرشود بأن «بيتك» حقق 168.1 مليون دينار صافي ربح للمساهمين حتى نهاية الربع الثالث من 2021، بزيادة 66.1 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مبيناً أن ربحية السهم بلغت 20.08 فلس، بزيادة 66 في المئة على الفترة ذاتها من العام الماضي.

وبلغت أرصدة مديني التمويل 11.3 مليار دينار بزيادة 5.6 في المئة مقارنة بنهاية 2020، فيما بلغت حسابات المودعين 16 مليار دينار بزيادة 4.5 في المئة مقارنة بنهاية 2020.

ووصل إجمالي الأصول إلى 21.97 مليار دينار بنمو 469 مليوناً أو 2.2 في المئة مقارنة بأواخر العام الماضي، فيما بلغت حقوق المساهمين 1.9 مليار، محافظة على مستواها نفسه الذي حققته في نهاية 2020.

المؤشرات تتحسن

أشار زهران إلى أنه بالنظر إلى مؤشرات الأداء للمجموعة، فإنها تعكس التحسن في الربحية باستثناء نسبة التكلفة/ الدخل، وذلك على النحو التالي:

- زاد العائد على متوسط حقوق المساهمين من 6.94 إلى 11.82 في المئة.

- ارتفع العائد على متوسط الأصول من 0.87 إلى 1.31 في المئة.

- زادت ربحية السهم من 12.1 فلس إلى 20.08 فلس.

- تحسنت نسبة التمويلات غير المنتظمة لتصل إلى 1.88 في المئة مقارنة بـ 2.2 في المئة كما في 2020.

- نسبة تغطية المخصصات للمجموعة 289 في المئة مقارنة بـ 223 في المئة لعام 2020.

الأعلى تصنيفاً في الكويت بـ «MSCI ESG»

أكد المخيزيم أن «بيتك» يواصل دوره الرائد في مسؤوليته الاجتماعية، حيث يركز على التعليم، والأنشطة الصحية والبيئية، والقوى العاملة، ودعم الشباب ورجال الأعمال، إضافة إلى التعامل مع المجتمع باعتباره حجر الزاوية في إستراتيجية البنك، موضحاً أنه وفقاً لتصنيفات «MSCI ESG»، فإن بيت التمويل الكويتي هو الكيان الأعلى تصنيفاً في الكويت مقارنة بنظرائه.

وذكر المخيزيم أن «بيتك» يتبنى إستراتيجية ابتكارية لحلوله المصرفية، حيث تجاوز عدد المعاملات المصرفية الإلكترونية التي نفذها عملاء «بيتك» عبر (KFHonline) على الموقع الإلكتروني أو عبر تطبيق الموبايل، أكثر من 113 مليون معاملة للأشهر التسعة الأولى من 2021، بزيادة 26 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى أن الطلب المتزايد من العملاء على الخدمات الرقمية يؤكد أهمية توفير حلول متنوعة تتناسب مع احتياجات العملاء.