أعلنت شركة طيران الجزيرة عن تحوّلها إلى الربحية من جديد في الربع الثالث من العام الحالي، حيث حققت أرباحاً صافيةً بلغت 11.8 مليون دينار مع تخفيف القيود على السفر وزيادة أعداد المطعمين في الكويت، وعبر شبكة الوجهات التي تخدمها، بتحسن في الأداء نسبته 310.2 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأوضحت الشركة أن عدد المسافرين ارتفع في الربع الثالث بنسبة 361.8 في المئة إلى 302.9 ألف مسافر، بينما ارتفع معدل الحمولة بنحو 26.7 في المئة إلى 65.6 في المئة رغم القيود التي كانت مفروضة على الطاقة الاستيعابية في مطار الكويت الدولي خلال هذه الفترة، مشيرة إلى ارتفاع الإيرادات التشغيلية بـ421.7 في المئة إلى 31.7 مليون دينار، في حين بلغت الأرباح التشغيلية 12.8 مليون دينار بزيادة 332.2 في المئة، فيما بلغ الهامش التشغيلي 40.5 في المئة.
أما لفترة التسعة أشهر من عام 2021، فحققت «طيران الجزيرة» أرباحاً رغم التحديات التي واجهها القطاع والقدرة الاستيعابية المحدودة التي تم فرضها لمدة 5 أشهر في مطار الكويت الدولي، حيث نجحت الشركة في تعويض الخسائر السابقة لتحقق صافي أرباح بلغ 70.6 ألف دينار بتحسن نسبته 100.5 في المئة مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، مدعومة بزيادة في الإيرادات التشغيلية بنسبة 44.2 في المئة لتصل إلى 47.3 مليون دينار. وبلغت الأرباح التشغيلية 1.6 مليون دينار بتحسن نسبته 113.2 في المئة، فيما بلغ عدد المسافرين 511.1 ألف، ووصل متوسط العائد على المقعد إلى 89.3 دينار بزيادة 72.9 في المئة.
إجراءات حاسمة
وتعليقاً على هذه النتائج، قال رئيس مجلس إدارة «طيران الجزيرة»، مروان بودي: «عادت (طيران الجزيرة) إلى الربحية قبل الربع الرابع كما كان متوقعاً، وهي علامة إيجابية جداً للشركة التي نجحت في الحد من تأثير جائحة كوفيد-19 عبر اتخاذها إجراءات حاسمة لحماية مركزها المالي والسيولة، وكذلك حماية حقوق المساهمين والعملاء في بداية الجائحة»، مضيفاً أن مستوى النتائج في الربع الثالث يعكس الطلب القوي والملحوظ على السفر، وكذلك نجاح الخطوط الجديدة التي أطلقتها الشركة بنهاية شهر يونيو الماضي لتلبية هذا الطلب الذي انعكس على زيادة معدل الحمولة رغم القيود التي كانت مفروضة على عدد المسافرين العائدين إلى مطار الكويت الدولي والتي استمرت إلى نهاية الربع الثالث.
وأوضح بودي أنه «مع عودة (طيران الجزيرة) إلى الربحية في وقت أبكر مما كان متوقعاً، تبقى نظرتنا المستقبلية إيجابية وكذلك حذرة لما قد يواجهه قطاع الطيران المحلي مستقبلاً. نحن على ثقة بأن حركة السفر ستعود إلى مستويات عام 2019 في الفترة القريبة، ولكننا نعمل بحذر حرصاً على سلامة عملائنا وموظفينا»، مؤكداً أن الأسوأ بات من الماضي. وأفاد بأن فريق «طيران الجزيرة» نجح في مواجهة إحدى أطول الأزمات العالمية لضمان استمرارية أعمال الشركة، متوقعاً أن يشهد العام المقبل مزيداً من التوسع في شبكة وجهات «طيران الجزيرة» مع خروج العالم من هذه الجائحة.
نموذج مرن
ومن جهته، أكد الرئيس التنفيذي لـ«طيران الجزيرة»، روهيت راماشاندران، أن نموذج عمل «طيران الجزيرة» أثبت مرونته من جديد في مواجهة التحديات الخارجية، كما يواصل إثبات مساهمته الإيجابية في بيئة الأعمال والاقتصاد عامةً من جانب خلق الفرص الوظيفية للكوادر المحلية وكذلك تعزيز فرص التبادل التجاري للكويت.
وبيّن أنه عندما أغلقت المطارات حول العالم حدودها، حوّلت «طيران الجزيرة» مواردها التشغيلية نحو الشحن الجوي، وعندما توقفت الطائرات عن نقل الركاب، ساهمت الشركة في إجلاء المواطنين الكويتيين وإعادتهم إلى أرض الوطن، مضيفاً «تواصل الشركة اليوم دعم سوق العمل المحلي بحملة توظيف لطيارين ومهندسين وطواقم الطائرة، وكذلك التعاقد مع شركات محلية لمختلف أنواع الخدمات التي تعود بالقيمة على تجربة سفر عملائنا».
أرقام تحكي نجاحاً
421.7 في المئة زيادة بالإيرادات التشغيلية
332.2 في المئة ارتفاعاً بالأرباح التشغيلية
310.2 في المئة نمواً بصافي الأرباح
361.8 في المئة زيادة بأعداد المسافرين
15.5 في المئة نمواً بمتوسط العائد على المقعد
26.7 في المئة صعوداً بمعدّل الحمولة
وجهات جديدة
أطلقت «طيران الجزيرة» 8 خطوط جديدة خلال فترة التسعة أشهر من عام 2021، وذلك لتسيير رحلات إلى الوجهات السياحية والوجهات التي تخدم فئة المقيمين في منطقة الشرق الأوسط. وشملت هذه الوجهات كلاً من كولومبو (سريلانكا) وأديس أبابا (إثيوبيا) وبيشكيك (قيرغيزستان) وطشقند (أوزبكستان) ويريفان (أرمينيا) وأنطاليا (تركيا) وسراييفو (البوسنة والهرسك)، إضافة إلى مطار هيثرو في لندن، حيث كانت «طيران الجزيرة» أول شركة طيران منخفضة التكلفة في الشرق الأوسط تسيّر رحلات مباشرة إلى هذا المطار. كما أطلقت الشركة جدولها الصيفي مع الوجهات المفضلة للسياحة، ومن بينها العاصمة اللبنانية بيروت، وتبليسي (جورجيا) وطرابزون وبودروم (تركيا)، وتسلّمت الشركة ثالث طائرة من طراز إيرباص «A320neo» كجزء من طلبية لأربع طائرات وضعتها الشركة لعام 2021، على أن تتسلم آخر طائرة من هذه الطلبية بنهاية العام ليرتفع عدد الطائرات في أسطولها إلى 17 طائرة. أما على صعيد مبنى ركاب الجزيرة (T5) في مطار الكويت الدولي، فحقق المبنى أرباحاً صافية بلغت 400.5 ألف دينار في الربع الثالث مقارنة بصافي خسائر بلغت 567.1 ألف دينار في الربع نفسه من العام الماضي.
«الجزيرة» تُفاوض «بوينغ» و«إيرباص» لشراء 30 طائرة بصفقة تصل قيمتها إلى ملياري دولار
قال بودي إن الشركة تجري محادثات لشراء 30 طائرة «إيرباص أيه 320 نيو» أو «بوينغ 737 ماكس» في صفقة تصل قيمتها إلى ملياري دولار.
وأضاف بودي في تصريح صحافي لـ«رويترز» أن «الجزيرة» تتوقع إبرام طلبية شراء الطائرات التي تدرسها منذ فترة كبيرة بنهاية مارس.
ولفت في مقابلة أخرى مع قناة «العربية»، إلى أن سوق الطيران الأقل كلفة بدأ يتعافى أكثر، موضحاً أن الطلب أصبح كبيراً جداً مع الانفتاح التدريجي مع تعافي سوق السفر، و«نحن لا نرغب في زيادة الأسعار لكن ربحيتنا تكون أكبر مع عدد أكبر من المقاعد والتوسع».
وأشار إلى رغبة الشركة بتشغيل كامل أسطولها من الطائرات البالغ حاليا 17 طائرة، لمدة 14 ساعة يومياً مقارنة مع 10 ساعات حالياً، متوقعاً أن يتم التشغيل الطبيعي مع انفتاح مختلف الأسواق بحلول الربع الثالث من العام المقبل.
وذكر بودي أن «الجزيرة» توسّعت في وجهات جديدة، منها مطار هيثرو في لندن، ولذلك ارتفع منحنى الأسعار لوجود محطات جديدة. وأضاف أن بعض الوجهات الحالية على «الجزيرة» معروضة بأسعار تذاكر ما قبل جائحة كورونا حيث هناك وجهات تباع تذاكرها بنحو 30 ديناراً فقط.
وفي شأن أسعار النفط، قال بودي إن التحوط ضد أسعار النفط سلاح ذو حدين، موضحاً أن «سوق السفر، يتسم بمسافر يخطط سفره لمدة أسبوعين، ويمكننا عكس أسعار النفط على التذاكر ونبتعد قدر الإمكان عن التحوط».
وكشف بودي أن «الجزيرة» بدأت السنة الحالية بأقل من 20 مليون دينار من السيولة، ولديها في الوقت الحالي 40 مليوناً، كما أن موجوداتها حالياً تبلغ قيمتها 200 مليون دينار مقارنة مع 127 مليوناً موجودات و18 مليوناً سيولة عام 2019.