الخرطوم - وكالات - تحت شعار «الردة مستحيلة»، تظاهر، أمس، أنصار الحكم المدني في السودان في استعراض للقوة لإثبات قدرتهم على تحدّي انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وإعادة البلاد إلى عمليّة التحوّل الديموقراطي رغم القمع الدامي للاحتجاجات خلال الأيّام الخمسة الأخيرة.
وفيما كانت خطوط الهواتف مقطوعة في الخرطوم مع إمكان الاتصال من الخارج فقط بالهواتف السودانية، كذلك، كانت شبكة الإنترنت مقطوعة، قال شهود إن التظاهرات ضد الانقلاب، بدأت بعيد الظهر، في ضاحية أم درمان في شمال غربي الخرطوم.
وقالت الناشطة من أجل الديموقراطيّة نهاني عباس لـ«فرانس برس»، «العسكريّون لن يحكموننا، هذه هي رسالتنا»، مؤكدة أنّ التظاهرة «المليونيّة» التي دُعي إليها السودانيّون على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى جدران الخرطوم «ليست إلا(خطوة أولى)».
وفيما أعلنت لجنة أطباء السودان مقتل شخصين في أم درمان ليصل الإجمالي إلى 11 بينهم مجند و300 جريح، منذ الاثنين الماضي، قالت مصادر إن السلطات أطلقت سراح بعض المعتقلين بعد حل الحكومة والمجلس السيادي، بينهم وزير الصحة عمر النجيب.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة في شوارع الخرطوم وأغلقت الجسور المقامة على النيل التي تربط مناطق العاصمة ببعضها، وأقامت نقاط مراقبة في الشوارع الرئيسية.
ووسط دعوات غربية بالحق في حرية التظاهر، أعفى البرهان، أمس، عدداً من الديبلوماسيين من مناصبهم منهم سفراء السودان في تركيا والإمارات وجنوب أفريقيا.
وأعلن للبرهان في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، عن اختيار رئيس الوزراء وأعضاء مجلس السيادة خلال أسبوع على الأكثر، مضيفاً «سنختار رئيس الوزراء الذي سينتمي إلى التكنوقراط».
وأضاف أن رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، تم اختياره «من خلال التوافق بين القوى السياسية والعسكرية، أما الآن، ومع غياب القوى السياسية، فلدينا مسؤولية وطنية والتزام لأننا نقود ونساعد في المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات».