بعد أن شهدت العاصمة السودانية سلسلة اعتقالات طالت عدة وزراء في الحكومة ومجلس السيادة، سادت حالة من الغضب في الخرطوم. واندلعت اشتباكات بين متظاهرين والأمن اليوم أمام مقر الجيش في العاصمة. كما أفاد شهود عيان بوقوع إصابات في الاشتباكات، وفقا للعربية.
وكان متظاهرون قد توافدوا إلى شوارع الخرطوم وأقدموا على إحراق بعض الإطارات تنديداً بالاعتقالات التي تمت، وإغلاق عدد من الطرق.
وفي وقت سابق، قال مدير مكتب رئيس الوزراء السوداني إن الجيش أثار الغضب في شرق السودان ويستغل الأزمات للقيام بانقلاب اليوم على حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وأضاف أن الانقلاب حدث على الرغم من التوصل لاتفاق بين رئيس المجلس الحاكم عبد الفتاح البرهان وحمدوك بحضور المعبوث الأمريكي الخاص جيفري فيلتمان، وفق ما أفاد لقناة العربية.
من جانب آخر، وصفت قالت وزارة الإعلام السودانية اليوم ما حدث في البلاد بانه "انقلاب عسكري متكامل الأركان"، وحضت على إطلاق سراح المعتقلين فورا.
وأضافت الوزارة في تصريحات لرويترز "ندعو الجماهير لقطع الطريق على التحرك العسكري لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي، وندعو الجميع لمواصلة المسيرة حتى إسقاط المحاولة الانقلابية".
وكانت وزارة الإعلام ذد ذكرت إنه تم نقل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إلى مكان مجهول بعد رفضه تأييد «الانقلاب».
ودعا حمدوك، في رسالة من مقر إقامته الجبرية، السودانيين للتمسك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات العسكرية المشتركة التي تحتجز رئيس الوزراء داخل منزله تمارس عليه ضغوطا لإصدار بيان مؤيد «للانقلاب»، وذلك بعد إفادتها عن «اعتقال أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي من المكون المدني وعدد من وزراء الحكومة الانتقالية، في ظل تقارير عن انقلاب يتكشف في العاصمة الخرطوم».
وكانت قوات عسكرية قد اعتقلت عددا من المسؤولين والقيادات المدنية في السودان قبل فجر اليوم، فيما دعت جماعة بارزة مناصرة للديموقراطية السودانيين للخروج إلى الشوارع لمقاومة أي انقلاب عسكري.
وذكر شاهد من رويترز، استنادا إلى مصادر سياسية، اليوم، أنه جرى اعتقال أغلبية أعضاء مجلس الوزراء السوداني وعدد كبير من قادة الأحزاب المؤيدة للحكومة في انقلاب على ما يبدو بالعاصمة الخرطوم.
ونقل تلفزيون الحدث عن مصادر لم يذكرها، أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وضع رهن الإقامة الجبرية في منزله، وأن قوات عسكرية مجهولة اعتقلت أربعة وزراء وعضوا مدنيا في مجلس السيادة الحاكم وعددا من حكام الولايات وقادة أحزاب سياسية.
وقالت مصادر من أسرة فيصل محمد صالح المستشار الإعلامي لحمدوك لرويترز إن قوة عسكرية اقتحمت منزل صالح واعتقلته.
وقال شهود من رويترز إن خدمات الإنترنت يبدو أنها انقطعت عن العاصمة الخرطوم.
وذكر شاهد أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ينتشرون في شوارع العاصمة، ويقيدون حركة المدنيين، في الوقت الذي يخرج فيه محتجون يحملون علم البلاد ويحرقون إطارات في أنحاء مختلفة من المدينة.
وأعلن تلفزيون العربية، ومقره دبي، أن مطار الخرطوم أُغلق وتم تعليق الرحلات الدولية اليوم.
ولم يصدر إعلان من الحكومة السودانية في شأن وضع المطار.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين إلى إضراب عام وعصيان مدني شامل في مواجهة «الانقلاب العسكري».
وقال التجمع في بيان «تتوارد الأنباء عن تحرك عسكري يهدف للاستيلاء على السلطة. نتوجه بندائنا لجماهير الشعب السوداني وقواه الثورية ولجان المقاومة في الأحياء بكل المدن والقرى والفرقان، للخروج للشوارع واحتلالها تماماً، والتجهيز لمقاومة أي انقلاب عسكري بغض النظر عن القوى التي تقف خلفه».
وأضاف البيان «نناشد الجماهير للخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم».
وذكر تلفزيون الحدث أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان سيدلي اليوم ببيان مرتقب حول التطورات الأخيرة في البلاد.