تتعقد الأزمة السياسية في السودان أكثر في ظل سعي أنصار حماة المدنية، ومجموعة القصر المؤيدة للجيش وحل حكومة عبدالله حمدوك، لإغراق العاصمة الخرطوم بالفوضى، مستغلين حالة الانغلاق السياسي وعدم بروز أي مؤشرات لنجاح الجهود الدولية الرامية لنزع فتيل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ نحو شهر بين الشقين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية.
ورغم قلة أعداد المشاركين في الاعتصام الذي تنفذه مجموعة تضم أحزاباً وعناصر من النظام السابق وبعض الحركات المسلحة أمام القصر الجمهوري، إلا أن هذه المجموعة لجأت منذ أول من أمس، لتكتيك تصعيدي جديد بدأ باقتحام مبنى «وكالة السودان للأنباء» («سونا»)، خلال عقد مؤتمر صحافي للمجلس المركزي لـ«قوى الحرية والتغيير»، ومن ثم انتقلت مجموعة أخرى لاحتلال مباني وزارة الثقافة والإعلام القريبة من رئاسة مجلس الوزراء.
وأغلقت مجموعة ثالثة، أمس، جسر «المك نمر»، الذي يربط بين مدينتي الخرطوم بحري والخرطوم، وأشعلت الإطارات في عدد من الشوارع الرئيسية في قلب العاصمة، فيما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وأعادت فتح الجسر المهم على النيل الأزرق.
وتكثفت خلال الساعات الماضية جهود المبعوث الأميركي للسودان والقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الذي التقى حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، لكن من دون الإعلان عن نتائج محددة.
واكتفى بيان صادر عن مجلس الوزراء السوداني، أول من أمس، بالتأكيد على الموقف الأميركي الداعم للتحول المدني وحض الولايات المتحدة أطراف الأزمة على احترام الوثيقة الدستورية.
ولا تزال أطراف الأزمة تتمترس في مواقفها المعلنة، ففي حين أكدت «قوى الحرية والتغيير» - الحاضنة السياسية للحكومة المدنية - أنه لا مناص من تسليم سلطة مجلس السيادة للمدنيين في نوفمبر المقبل، واحترام الوثيقة الدستورية وتوحيد الجيش ودعم عمل اللجنة الوطنية المكلفة بتفكيك بنية نظام جماعة «الإخوان»، جدد البرهان أول من أمس، وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمجلس السيادة رفضه لـ «احتكار الحكومة التنفيذية بواسطة أحزاب بعينها لا تمثل كل أطياف الشعب السوداني»، لكن المجلس المركزي لـ«الحرية والتغيير»، أكد أن الحكومة هي ملك للشعب وهو الذي يقرر في شأنها.
وتضاربت التصريحات من الخرطوم في شأن اتفاق مفترض لحل مجلسي السيادة والوزراء، للخروج من الأزمة السياسية الراهنة.
بدورها، دانت وزارة الثقافة والإعلام محاولة اقتحام مقر «وكالة السودان للأنباء ( سونا)»، لمنع انعقاد مؤتمر صحافي لـ «الحرية والتغيير»، كما دانت محاولة إغلاق المدخل الجنوبي للوزارة.