أثارت حادثة إطلاق الممثل أليك بالدوين النار، خلال التمرينات على أحد مشاهد فيلم «راست» في غرب الولايات المتحدة، وأدت إلى مقتل مديرة تصوير الفيلم غالينا هاتشينز (42 عاماً)، وإصابة المخرج جويل سوزا (48 عاماً) الذي كان يقف بجانبها، تساؤلات حول استخدام الأسلحة في مواقع التصوير والتدابير الواجب اتخاذها لضمان سلامة طاقم العمل.

ونشرت «فرانس برس» لقاء مع خبير الأسلحة في هوليوود غيوم ديلوش الذي زوّد صانعي الأفلام بالأسلحة لثلاثة عقود، مع 75 تعاوناً سينمائياً في رصيده، قال خلاله إن هناك عادة ضمانات عدة لتفادي وقوع مأساة، وقدم بعض المعلومات منها أن استخدام الأسلحة في مواقع التصوير يضفي مصداقية أعلى على المشاهد التمثيلية، مشيراً إلى أن بروتوكولات التعامل مع الأسلحة في مواقع التصوير صارمة، مشبّهاً عمليات التدقيق المزدوجة أو الثلاثية بطريقة عمل أنظمة سلامة الطائرات، وأن التعامل مع الأسلحة الفارغة يتم ما لو كانت حقيقية.

وأضاف ديلوش «يتم الاحتفاظ بالأسلحة في خزنة. وبمجرد وضعها في مكان التصوير، ننظّم طريقة عرض الذخيرة الفارغة من خلال تمييزها وترميزها بالألوان لتفريقها عن الطلقات الحقيقية».

وتابع ديلوش «عند الحاجة إلى إطلاق النار، لدينا مسافات أمان صارمة للغاية، إذ لا يُسمح بوجود أي شخص على مسافة تقل عن 20 قدماً (نحو ستة أمتار)، قرب السلاح عند استخدامه، وحتى مع الرصاص الخلّبي، قد تنطلق بعض البقايا الصغيرة. من الأفضل عدم التصويب بتاتاً على شخص ما بشكل مباشر، لذلك نعمل مع المصور السينمائي على وضع إطار مناسب للّقطة يعطي انطباعاً بأن الشخص موجود في خط النار».

وأكمل «إذا أردنا الاقتراب أكثر، نضع حواجز من الزجاج الواقي. نغطي أفراد الطاقم ومديري المسرح بأغطية مقاومة للحريق. كما نضع في تصرفهم خوذات مضادة للضوضاء ونظارات أمان للحماية من الشظايا»، لافتاً إلى أن الحوادث نادرة للغاية، نظراً للعدد الكبير من الإنتاجات الهوليوودية التي تتضمن مشاهد استخدام أسلحة، ومع ذلك، يمكن أن تحصل حوادث إذا استُخدمت الذخيرة الحية في موقع التصوير لسبب ما.

وألمح ديلوش إلى ثمة احتمال في أن تنفصل طلقة خلّبية عن غلافها ثم تدخل ماسورة المسدس. إذا ما وُضعت طلقة خلبية خلف تلك الرصاصة الوهمية، فإنها تتحول إلى طلقة حية، وهذا ما كلف براندون لي حياته (العام 1993 خلال تصوير فيلم ذي كرو).

تحديد كيفية وقوع مسدس محشو برصاص حي في يد بالدوين

كشفت السلطات الأميركية تفاصيل الحادث المأسوي الذي وقع في موقع تصوير الفيلم في ولاية نيومكسيكو.

ونشرت محكمة أميركية الجمعة طلباً بعثه إليها مكتب قائدة شرطة مقاطعة سانتا في لإصدار مذكرة تفتيش، وهو ينص على أن هذا المسدس كان من ثلاثة مسدسات تركتها المسؤولة عن الأسلحة في فريق تصوير الفيلم، هانا غوتيريز، على عربة أمام مبنى خشبي جرى فيه تصوير أحد المشاهد.

ووفقاً لبيانات الشرطة، جاء مساعد المخرج، ديف هولز، إلى العربة وأخذ ذلك المسدس، من دون أن يشتبه بأنه محشو برصاص حي، ونقله إلى بالدوين (63 عاماً).

وأكدت الشرطة أن هولز لدى تسليمه المسدس إلى الممثل طمأنه بأنه محشو برصاص خلبي.

وعندما ضغط الممثل خلال تصوير المشهد الزناد، أدى ذلك إلى مقتل مديرة تصوير الفيلم وإصابة المخرج.

ولفتت الملفات القضائية إلى أن غوتيريز بعد الحادث سحبت غلافة الرصاصة من المسدس وأحالت السلاح إلى الشرطة.

ولم يتضح بعد كم من الرصاصات أطلق بالدوين خلال الحادث.

في غضون ذلك، نقل موقع «روسيا اليوم» عن صحيفة «نيويورك بوست»، أن موظفاً آخر كان مسؤولاً عن تخزين هذا المسدس انضم إلى فريق التصوير قبل مدة قصيرة، وتم استئجاره لاستبدال شخص آخر، على خلفية فوضى تسببها احتجاج جزء من فريق التصوير على ظروف العمل.