حينما لا يجد الإنسان نفسه، لا يستطيع أن يجد السلام والحب والسكينة والرضا، وحينما لا يعرف الإنسان نفسه لا يعرف الناس، وحينما لا يحب الإنسان نفسه لا يستطيع حبّ غيره.

كل تلك الأشياء نعرفها وقلما ننفذها... ولكن ماذا، حينما يصبح الإنسان بلا سمة مطبوعة له في الأذهان؟!

فما أجمل البحث عن الذات أو التلمس في زوايا النفس لإظهار أجمل وأنبل ما فيها، وما أجمل أن يقول الإنسان لنفسه: أريد أن أكون أنا لي سمتي الخاصة، وما أجمل أن يتعلّم الإنسان ويسير إلى الأمام، مع الاحتفاظ بأشيائه الخاصة، التي ينمّيها فلا يفقدها في زحمة الحياة، ولا يكون صورة للآخرين، لمجرد التقليد الأعمى، الذي أصبح يتفشى في مجتمعاتنا.

ونحن في عالم السيدات، نجد أن الكثيرات يتبارين في التقليد في المظهر، وخلال غمرة ذلك تنسى الكثيرات منهن البحث عن جوهرهن وتميزهن عن الأخريات بفكرة أو هواية أو إبداع... ويتناسين أن الذي يليق لسيدة ربما لا يليق لأخرى، وهكذا تفقد السيدة أو الفتاة طابعها الشخصي، واهتمامها بما في داخلها من جمال، وإبرازه لتسير خلف صور ربما لا تناسبها، وليت كل واحدة منا تتذكر أن البسمة على الشفاه أجمل وهي الطريق إلى قلوب الناس، وأن السكينة والرضا اللذين يسكنان النفس نور يضيء الجبين.

لنكون كالأشجار المثمرة، التي نرويها بصفاء نفوسنا وطهارة قلوبنا، لنكون أفراداً صالحين في هذا المجتمع، الذي نرجو له الخير والنماء للأجيال القادمة.