روما - أ ف ب - تعتبر إيطاليا راهناً بطلة أوروبا في ملاعب كرة القدم، لكن على جانب تحديث ملاعبها، فإن الدولة التي تستضيف، هذا الأسبوع، الأدوار النهائية (نصف النهائي والمركز الثالث والمباراة النهائية) لدوري الأمم الأوروبية، لا تزال متأخرة، حسب اعتقاد هيئاتها الإدارية.

من ميلانو إلى روما، مروراً بفلورنسا، توجد أحياناً مشاريع قديمة بالفعل لقلب الصفحة على آثار «سان سيرو» أو «الملعب الأولمبي» أو «أرتيميو فرانكي» العريق.

لكن مسؤولي الأندية المعنية، إنتر ميلان وميلان وروما وفيورنتينا، يبدون بعيدين عن رؤية ظهور هذه الملاعب حديثة وفي ملكيتهم كيفما يحلمون بتطويرها.

ملعب «سان سيرو» الذي افتتح في 1926، سيكون مسرحاً، غداً، لمباراة نصف نهائي دوري الأمم بين إيطاليا وإسبانيا، ثم النهائي الأحد المقبل، ويبدو أنه سيبقى صامدا لسنوات.

مشروع الملعب الجديد الذي سيقع بالقرب من الملعب الحالي، لا يزال محل نقاش، كما اتضح من الحملة الأخيرة للانتخابات البلدية في ميلانو.

في فلورنسا، تم كبح جماح طموحات رئيس فيورنتينا، روكو كوميسو، من قبل السلطات الإيطالية راهناً، معارضة تدمير «استاد فرانكي» الذي يمثل رمزاً لهندسته المعمارية العقلانية للسنوات 1930/1920.

في روما، تم التخلي عن مشروع الملعب الجديد بقيادة الرئيس السابق لنادي العاصمة، الأميركي جيمس بالوتا، لكن المالك الجديد لـ«جالوروسي» مواطنه دان فريدكين، يبحث بدوره عن موقع لبناء الملعب الجديد.

وفي حين أن متوسط عمر ملاعب دوري الدرجة الأولى يزيد على 50 عاماً وتعود آخر موجة كبيرة من التجديدات إلى كأس العالم 1990، لا يخفي الاتحاد الإيطالي قلقه في شأن هذا «التأخير».

وأشار في تقرير التقييم السنوي الخاص به، في أغسطس، إلى أنه «خلال العقد الماضي (2010-2020)، تم بناء 153 ملعباً جديداً في أوروبا، باستثمارات بلغت 19.8 مليار يورو».

وأعرب الاتحاد عن أسفه كون بلاده تمثل «بالكاد 1 في المئة من الاستثمارات»، بعيداً عن تركيا وملاعبها الـ28 التي تم تشييدها أو تجديدها، بولندا (23) أو روسيا (16) أو إنكلترا (12)، معتبرة أنه بات «من الضروري بشكل متزايد إطلاق برنامج استثماري لبناء جيل جديد» من الملاعب.

وشحب وجه المسؤولين عن الكرة الإيطالية، على وجه الخصوص، عندما قرؤوا في نهاية 2020 دراسة أجرتها شركة «ديلويت» تقارن عائدات التذاكر للأندية في البطولات الأوروبية الكبرى.

في الموسم السابق لانتشار فيروس «كورونا» (2018-2019)، بلغت إيرادات التذاكر نحو 300 مليون يورو في الدوري الإيطالي، مقارنة بـ760 مليوناً في الدوري الإنكليزي، و540 مليوناً في الدوري الألماني، و520 مليوناً في الدوري الإسباني، وفقاً لهذه الدراسة. وحدها فرنسا كسبت مداخيل أقل (200 مليون).

هذا الفارق، وفقاً للمحللين، يفسر من خلال انخفاض متوسط عدد المتفرجين في كل مباراة، ولكن أيضاً من خلال حقيقة أن أغلب الأندية ليست مالكة للملاعب.

في إيطاليا، هناك 4 أندية تملك ملاعب خاصة بها هي يوفنتوس وأتالانتا وأودينيزي وساسوولو، بينما تمتلك غالبية الأندية ملاعبها في إنكلترا أو ألمانيا.

وقال لويجي كابيتانيو، الذي ترأس دراسة ديلويت: «أنا مقتنع تماماً بأن أكبر قيمة غير مستغلة في الكرة الإيطالية مرتبطة بالدخل الناتج عن ملكية الملاعب»، وأضاف: «قدّرنا أن تجديد المعدات يمكن أن يدر عائدات بـ25 مليار يورو لصناعة كرة القدم والقطاعات ذات الصلة».

هذه الإمكانات الاقتصادية هي أيضاً السبب الرئيسي الذي طرحه العديد من الخبراء لشرح وصول المستثمرين الأميركيين، في السنوات الأخيرة، إلى الـ«كالتشيو» (روما، ميلان، فيورنتينا، فينيتسيا، بارما، سبيتسيا وجنوى).

وقال كابيتانيو إن تقديم إيطاليا لطلب «استضافة حدث دولي كبير، مثل كأس أوروبا 2028، يمكن أن يعطي دفعة وتغييراً في الاتجاه».

لم يتم تأكيد فكرة تنظيم إيطاليا لكأس أوروبا، التي تطرقت إليها هذا الصيف بعض وسائل الإعلام الأجنبية، من قبل الهيئات القيادية في البلاد، لكن رئيس الاتحاد، غابرييلي غرافينا، اعترف، في أوائل سبتمبر، أن البلاد «بحاجة إلى تنظيم حدث رياضي كبير لتحفيز الاقتصاد الوطني بعد الكساد الذي تسبب فيه كورونا».