«يمكنني الآن أن أفارق الحياة سعيداً بعدما أمضيت عشرات السنين على أمل أن أقابلها مرة أخرى... إذا توفاني الرب غداً أو حتى الآن، فسأغادر هذا الكوكب كرجل راضٍ تماماً».
بهذه الكلمات التي امتزجت مع دموعه، عبَّر العجوز التسعيني البريطاني روي ديفيد عن مشاعره بعد أن التأم شمله أخيراً مع ابنته التي كان عمرها 6 سنوات فقط عندما اختفت مع والدتها في نيويورك قبل 58 عاماً.
العجوز ديفيد - البالغ من العمر 87 عاماً - قال لصحيفة «ميرور» البريطانية إنه لم يستطع تصديق نفسه لأول وهلة وأحتاج إلى 5 دقائق ليستجمع شتات مشاعره عندما اتصل به مسؤولو برنامج Long Lost Family التلفزيوني وأبلغوه بأنهم اكتشفوا أخيراً أن ابنته شيريل البالغة من العمر 64 عاماً ما زالت على قيد الحياة وتعيش حالياً في مدينة «كوينز» الأميركية.
البرنامج الذي تبثه قناة ITV عرض وقائع التئام شمل ديفيد وابنته شيريل، وذلك من خلال مواقف متتابعة مفعمة بكثير من المشاعر والدموع.
وقال ديفيد إنه أصلاً من مواليد جمهورية غوايانا في أميركا الجنوبية، وهاجر إلى الولايات المتحدة في خمسينات القرن الماضي عندما كان في الـ 19 من عمره، حيث وصل إلى مدينة نيويورك وتزوج لاحقاً طالبة تمريض تدعى سيلفيا وهي التي أنجب منها ابنته الأولى شيريل التي استحوذت تماماً على قلبه واهتمامه.
واستعاد الأب العجوز ذكرياته قائلاً إن والدة زوجته كانت متسلطة وأن تسلطها خلق الكثير من التوترات التي أدت في العام 1963 إلى رحيلهما واختفائهما تماماً مع ابنته شيريل التي كانت في الخامسة من عمرها آنذاك، من دون أن يتمكن من العثور لهم على أي أثر بعد ذلك.
ومن جانبها، قالت الابنة شيريل إن والدتها - التي توفيت في العام 1991 - وجدتها لم تحدثاها مطلقاً عن والدها خلال سنوات ترعرها.
وكتبت شيريل في خاطرة كانت قد دونتها في دفتر مذكراتها في ليلة لقائهما: «الليلة، وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، أسمح لنفسي بالفرح والسعادة بعلمي أن هناك من ظل يحبني طوال تلك السنوات».
وعندما قرأ والدها تلك الخاطرة تدحرجت الدموع على وجنتيه وقال إنها كلمات تستحق «جميع ثروات العالم».
واحتضنت أرجاء حديقة لندن العامة مشهد التئام الشمل الجسدي بين الوالد والابنة، حيث تعانقا عناقاً طويلاً وقالت شيريل بعده: «أريد البقاء في حضن والدي هكذا كما لو كنت طفلة صغيرة».
وفي حين غمرت السعادة ديفيد بوجود حفيدته ديريس ابنة شيريل والتي جاءت معها إلى لندن، فإن شيريل عبرت أيضاً عن سعادتها الشديدة عندما علمت من والدها أن لها أخاً غير شقيق يدعى جيرالد ويبلغ من العمر 60 عاماً ويعيش بالقرب منها في جزيرة لونغ آيلاند بالولايات المتحدة.