على إيقاع أزيز تبادل طلقات نارية ودويّ انفجارات قنابل، تحوّلت شوارع مدينة «أراكاتوبا» البرازيلية إلى ساحة مطاردات شهدت تنفيذ سلسلة عمليات سطو مسلح متزامنة استهدفت 3 بنوك وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في منتصف الليلة الفائتة، وهي العملية التي نفّذتها عصابة محلية بأسلوب أشبه بأفلام الإثارة حيث تم ربط رهائن كدروع بشرية على سيارات اللصوص خلال هروبهم بغنائمهم وسط مطاردات من جانب الشرطة.
ووفقاً لتقارير إخبارية أولية وإفادات شهود عيان، فإن نحو 20 لصاً مسلحين ببنادق رشاشة وقنابل وطائرات بدون طيار أغاروا ابتداء من منتصف الليلة الماضية على ثلاثة بنوك في وسط المدينة التي توجد على بعد 465 كيلومتراً من ساو باولو البرازيلية.
وبدأ اللصوص عمليتهم بمهاجمة مقار الشرطة بعد أن أغلقوا الطرق المؤدية إلى المدينة باستخدام سيارات محترقة لمنع وصول أيّ تعزيزات أمنية.
وأظهرت مقاطع فيديو صوّرها بعض سكان المدينة من شرفات شققهم كيف اقتاد المسلحون الرهائن ثم ربطوهم على أسطح وأغطية سياراتهم أثناء هروبهم الذي قاموا خلاله بنثر قنابل تنفجر لدى اقتراب أيّ جسم متحرك منها على طول طريقهم، وذلك لعرقلة ملاحقة الشرطة لهم.
ونجحت امرأة من بين أولئك الرهائن في الهروب، وقالت لصحافيين إن اللصوص اختطفوها تحت تهديد السلاح وألقوها في شاحنة، لكنها تمكنت من الهروب لاحقاً وركضت واختبأت في فندق مجاور. لكن لم يتضح حتى الآن مصير بقية الرهائن، بمَنْ فيهم الذين اتخذهم اللصوص دروعاً بشرية.
وفي تصريحات أدلت بها لقناة G1 التلفزيونية المحلية، قالت تلك المرأة: «كنا في طريقنا عائدين من حفلة، فأوقفوا السيارة... وأخرجوني وألقوا بي على الأرض، ثم ألقوني مع آخرين في شاحنة، واختطفونا. كنا مذعورين طوال الطريق. أوقفونا عند بنك، ووجهوا البندقية إلى وجهي مرات عدة. توسلت إليهم من أجل حياتي... كنت أعلم أنهم سيقتلوننا في النهاية... وفي لحظة معينة جازفت بالهروب وركضت إلى فندق قريب».
ومنذ ذلك الحين تم وضع المدينة بأكملها في حال إغلاق مع تحذير الشرطة من انتشار القنابل في الشوارع والتنبيه على السكان بالبقاء في مساكنهم. وأظهر مقطع فيديو قنبلة حساسة متطورة مزودة بجهاز استشعار يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وقال خبراء إنه من الواضح أنها واحدة من القنابل التي زرعها اللصوص وراءهم في الشوارع وأنها من النوع الذي ينفجر تلقائياً إذا اقترب إليها أيّ جسم متحرك لمسافة معينة. واقتحم المهاجمون فروع 3 بنوك، ونجحوا في الفرار بمبالغ من النقود لم يتم حصرها حتى الآن.
وذكر موقع «فولها دي ساو باولو» البرازيلي أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص أصيبوا في إطلاق النار، لكنه لم يوضح مدى خطورة إصاباتهم.
ومن جانبها، ذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أن شخصاً أصيب أثناء المطاردات، فيما أصيب آخر لاحقاً بإحدى قنابل الأشعة تحت الحمراء بينما كان منطلقاً بدراجة نارية. كما ذكرت وسائل إعلام برازيلية أخرى أن أحد اللصوص سقط قتيلاً، بينما ألقت الشرطة القبض على لصين آخرين خلال المطاردات.
وقال رئيس بلدية المدينة، ديلادور بورغيس، إن الشرطة اضطرت إلى التراجع خوفاً من التسبّب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين، مضيفاً أن قوات الأمن استعادت منذ ذلك الحين السيطرة على وسط المدينة، لكن مصير الرهائن لم يتضح بعد.